هذه الرسالة الإنسانية السياسية البليغة موجهة من المهندسة زينة موسى، مهندسة تصميم من رفح، الرسالة موجهة إلى:
سيادة الرئيس محمود عباس وسيادة حرمه المصون
سيادة الرئيس انت لست أكرم من والدى ولا أكثر منه تدينا وتقرباً الى الله فهو اب لرجال يعرفون معنى الوطن قد اعطى لوطنه مايملك ولم اسمع عنك انك اعطيت شى الا انك اعطيت كل الحق للعدو ان ينال منا …
وانت سيدتى حرمه المصون ..
انتى لست أكرم من والدتى ولست أكثر منها تديناً فهى ضحت بما تملك وعلمت وربت وانا لم أسمع عنك حتى مجرد اسمك لا أعرفه …
لذلك ادعوكم بالتفضل والحضور لقضاء ليلة واحدة معنا فى مدارس وكالة الغوث وسيكون كل شى متوفر
الفراش بطانية أوفرشة أشبه بفرشات القفز وان شعرت بالحرارة يمكنك احتضان البلاط
الطعام /علبة تونة وخبز احيانا فيه نكهة العفن
الشراب /عصير اشبه بعلاج الكحة
اما دورات المياة حدث ولاحرج يجب أن تأخذ دورك كغيرك وعليك ان تتعلم الصبر وكيف تحبس نفسك
اما عن عدد القاطنين فالفضل /لا يشغلك كثرتهم احيانا 45 واحيانا 66
اما عن الليل حدث ولاحرج ان قمت لتذهب للمرحاض احيانا ستضل قدمك لترتطم بجسد او برأس احد النائمين وقد يقلقك احد المرضى بأنينه أو أحدى الأمهات الثكالات او الارامل حينما يجن عليها الليل بوحشته
أما عن ثيابنا المهلهلة تلك هى التى استطعنا ان نغتنمها قبل قصف منزلنا
اما اقدامنا الحفاة فهى قد قطعت مسافات كبيرة وهى تركض هرباً من آلة الموت
وفي الصباح سيدى لا اعتقد انك ستبقى فى غزة كلها
سيدى قبل أن تذهب سأقل لك مافى خاطرى فلم أعتاد أن أكتم مافى نفسى لطالما كنت على قناعة اننى صاحبة حق:
سيدى فراشى هو أشرف واطهر من سجادتكم..
اما طعامى رغم ردائته الا اننى اتناوله بعز بعكس سيادتك
مهلاً سيدى
ثيابى المهلهة هى ثياب فخر فلم تنسج من خيوط الخيانة التى تحاك حول عنق وطنى الحبيب
اما قدماى الحافيتان بالتأكيد هى أطهر من ذمتكم التى حفت وتشققت من كثر التفريط فى وطننا
م/زينة
من أصحاب البيوت المدمرة ليتها تصل اليه ليعلم كم أحتقره وكم له فى نفسى من بغض
~~~~ بسم الله الرحمن الرحيم .. قد يُستغرب ما سبق من هذه المقالة القصيرة خصوصا وان هذا الموقع فيه خصوصية في مقالاته و يغلب عليه
طابع الشعر و القصصية و ما الى ذلك ….. اخوتي ان السياسة ليست كما افهمونا شيء جمالي يتفلسف به المرء بل هو واقع حياه و كلمة حق
للذي يحسن التحدث به … لقد كنت قد عزمت ان اكتب عن خرتيت السلطة عباس و هذا ليس ذمّا به بل هو فعلاً كذلك .. فتعثرت بهذه المقالة
الجميلة التي كتيتها المهندسة زينة من رفح … فشعرت باني لن استطيع مهما حاولت ان اضاهي وقع هذا الكلام في النفس فقررت اقتباسه …….
~~~ يوسف أبو آمنة