صَمتٌ يُداهِمْ الطريق المُظلِم…نورٌ يشع من تِلكَ الزاوية … صوتُ بُكاء يعم في الطريقٍ الخالي من المارة … فضول جعلني أقترب من المكان … لأجِدَ وردهً ذات البتلات الذهبية وذات الساق الأحضر خلف القضبان تبكي … سألتها بكل حنية … لماذا تبكين ؟؟؟ فجاوبتني بكل حزنٍ وأسى أنـــــا أبكي منذ زمن ولكن لم أجدُ من يوقف بكائي أنا أنتظر هنا منذ وقت ٍ طويل أنتظر من يُحَررني من وراء القُضبان …من وراء هذا الظلم ومن هذا الإستعمار … أنا هنا اليوم أبكي لوحدي وأنا الذي أفرح لوحدي ولكن الفرح عندي نادراً …. فقلت لها أيتها الوردة الذهبية هل تسمحين لي بِأن اسألكِ سؤالً ؟؟؟ تفضل اسأل … من أنــت ؟؟ أنـــا من فتحني عمر وحررني صلاح الدين هل عرفتني؟؟؟ أنـــا هو الأقصى … لقد سمعت عنك الكثير. نعم أنا أُذكَرُ على لِسانِ الكل الصغير والكبير … لقد صرختُ كثيراً… وتألمتُ لموت أطفالي … ونسائي … وشيوخي … ورجالي الذين قدموا الكثير من أجلي … ولكن بلا فائدة الناس حولي والمسلمون جميعاً يعيشون في هذا العالم لم يهتموا بأنني سوف أُهدَم سوف يبنون الهيكل بدلاً عني … وهذا ما سوف يحصل … الناس سيبقون نيامً … ولن توقظهم غَفلتُهم … كم أتمنى أن يجتمع أبناء بلدي هنا ويمشوا في ساحتي وأطفالهم يركضوا حولي….. وشيوخهم يصلون في محرابي … كم أتمنى أن يأتي هذا اليوم الذي نفرح سوياً وأن نكون يداً واحدة … هذا كل ما أتمنى …يــا أقصى .. أنا يا أقصى من سوف أوقظهم لك وسوفَ نأتي لتحريرك عما قريب … سوفَ أجمع الناس جميعهم … وأروي لهم قِصتك … ولن تبقى وحيداً بعد اليوم …سوف تبقى أقصانا وأقصى المسلمين … سَنُقاتِلُ من أجلكَ …ستَرتَفع كلمة لا إله إلا الله في أرجاء القدس سَنُصلي في مسجدِكَ … وسوف ترتفع ضحكاتُ الأطفالِ من حَولِكَ و ستُحرر وتبقى أقصانا بإذن الله …سوف نُقاتِلُ حتى الموتِ من أجــــــــــلكَ يا أقصى … قادمون وعلى الوعد باقون ….