كغريب تجلس على قارعة الحياة…
متأملا جميع الاحداث والتفاصيل الدقيقة جدا…
من بعيد…
متفحصا تلك الوجوه.. الضاحكة تارة…
والباكية تارة…
والخالية من كل شيء في كثير من الاحيان…
بصمت غريب…
تتابع جميع التفاصيل…
وتملؤك…
قد لا تبدي أي ردود تجاه تلك التفاصيل…
إلا أنها تملؤك.. وتغمرك…
وفي عمقك….
تشعر بالكثير تجاهها…
لكن كأي غريب….
لست تجرؤ على التعبير عما يدور في خلجاتك…
خشية الكثير..
خشية ألا يصف التعبير عما يجول فيك من مشاعر فتنتقصها حقها…
وخشية…
خشية فقدها…
اجل… فما أن تفيض نفسك بما يختلجها…
حتى يتناثر كل شيء علنا…
وفي لحظة ما… قد يكسرك تجاهل او لامبالاة او قسوة تجاه ما فاض منك بصدق….
أنت كذاك العصفور الصغير الرقيق…
وتلك الفراشة…
لست تقوى على ردود افعالهم تلك… حيال ما أبديت…
فتبقى مرهفا بما فيك…
وقد يضعف نبض فيك ويفشي قليلا…
لكن وكتلك الفراشة..
قد يوهن رقة جناحيها…
اي نسمة وإن لم تبلغ من القوة شيء…
كذلك انت….
بفرط تلك التفاصيل فيك…
تغدو حساسا لأصغر الاشياء….
ان لم يحتوِ بوح نبضك شيء…
لكن جميع التفاصيل تلك تعنيك…
تعنيك وبشدّة…
وتحتضنها بحب…
وتحميها من كل شيء….
قد يظنّ عابر… ان رآك على قارعة الحياة تلك…
أنك لست تبالي….
وأن شيئا لا يعنيك…
لكنه حتما لن يدري…
بأنه ولفرط حرصك على تلك الأمور الصغيرة…
فلست تجد لها سكنا سوى أن تُسكِنها صمتا فيك…
لتبقى تحتضنها..
من بعيد…
دون أن يلحظ أحد..
كم تعنيك…
فهي أثمن من ظنونهم… وتقديراتهم…
أثمن بكثير…
كروحك تماما….