…كان البرواز الذي يحتوي صورتنا بين يدي …أتأملُ ابتسامتنا و كلي أسئلة
…عيناي مبتسمة سعيدة لكن الحزن يملؤها أيضاً… تلمع بسبب الدموع المتراكمة
ماذا حدث لنا؟ كيف افترقنا؟ لماذا أشعر بالغضب منك؟ كيف تسببتي في ألمي؟ كيف أخلفت وعودك؟
كيف وصلنا هنا …؟
أجلس على سجادة صلاتي، تنهمرُ دموعي و أنهارُ بكاءً مترجيةً ربي أن يخلصني من هذا الألم الذي لم يعد بوسعي أن أتحمله
…بدأت أمي تشتكي من عزلتي لكني لم أجرؤ أن أحكي أو أشكو لها عن سبب حزني
…كل يوم على هذا الحال … حتى نقص وزني لدرجة مخيفة
…أصبحتُ عظاماً تمشي
…و عيناي منتفخة من شدة البكاء و قلة النوم
جاء يوماً كسرتُ فيه زجاج البرواز من شدة غضبي و يأسي، أخرجت صورتنا و مزقتها حتى تناثرت على الأرض
…في ذلك اليوم بدأتُ أدرك فيه مالم أدركه من قبل
!أمسكت البرواز الخالي و بقيت أتأمل ذلك الفراغ لأياماً معدودة، حتى أدركتُ حقيقة ما حدث
…حتى أدركتُ أن كلاً منا كان لديه ما يكفي من ضغوطات
…كلاً منا كان يبحثُ عن راحة باله … عن حلولٍ لمشكلاته
…كلاً منا لم يرى حال الثاني و لم يكترث لما يمر به الآخر
…لم نهتم لما كانت تسببه أفعالنا ببعضنا البعض
…كلانا كان يريدُ اصلاح نفسه …كلانا كان مشغولاً بذاته
.الآن أدركتِ ما سببه غيابك و أدركتُ أنا ما سببه وجودي و تمسكي بك
…الآن بعد أن رأى كلاً منا ما حدث من خارج البرواز، توضحت الصورة أكثر
…أدركنا أن لا شيء يعود كما كان لكن بوسعنا أن نجعل المستقبل أجمل مما كان
أتعلمين ما الخطأ الذي تشاركنا به؟
.أن كلاً منا لم يسمع الآخر… كلاً منا رفض رؤية ما يمر به الطرف الثاني