في صخب الحداثة والتحضر تكمن روعة العودة الى التراث والماضي، ربما تؤخد عيوننا بثورة الحداثة والتقنية وتسلب عقولنا بها، لكن الى أين؟
قد يسكن الماضي قطعة من القماش، أو تعبق به أهازيج و أغنيات الجدات والأمثال التي تندثر جيلا بعد جيل، كم هي بسيطة لكنها تطبعنا بطابع خاص، حالها كحال الحجارة والمباني والطرقات التي تنطق بأصالة الماضي حتى تخرسها الجرافات، توجهنا الى الأعلى والأكبر والأجمل و… و… و…، فيمحو معه كل الصور التي طبعت في مخيلة اجدادنا عن البيت والمسجد والحي وتصور لاجيال مأخوذة بالتكنولوجيا صورة واحدة، لا يرون غيرها ولا يتفاضلون عن بعضهم فكلهم سواء بالذاكرة المكانية، لست ممن يرفضون الخطوات المستقبلية، ولكن في قلبي حيزا للحنين الى زمن لم أعشه وجدته في حكايات جدتي، ثم تجسدت أمامي حين فتحت عيني على عمارة قرانا وأحيائنا الصغيرة، لسنا كغيرنا من الاجيال فنحن جيل عاصر الماضي والمستقبل، وتقع على أكتافنا مسؤولية حفظ الماضي وبناء المستقبل، ما الذي سيذكرنا به الجيل القادم وما بعده؟
ربما “أكبر قرص فلافل”!!!!!!!!
قد لا تختار مسقط رأسك أو بيتك الأول أو بيئة طفولتك.. لكنك تحمل منها شيئا أو أكثر، فما أشبهنا ببيوتنا وبلادنا! قد لا تختار اسمك لكنك تختار أن تكون صاحب هوية أو بلا هوية!
شاهد أيضاً
تعويذة منمقة صقلوها فألصقوها
مهيئون نحن دوماً على وضعية التمني، نحاكي أحلاماً كثر ولكنّ أقل القليل منها يصيّر إلى …