لا دمع يكفي لنرتوي ..
فلا أظن أن قلبي متوحد مع ما فقد.. كل القلوب لها فقيد.. وليت الفقدان حين يسكن الأجساد يحمل الجسد فقط.. تغيب حين الذهاب كل كلمة تعلقت بالحضور وصوته..
فلا صوت أكثر وجعا من صوت الغياب…
ألا ليت قلبي ينطفئ فيه الوجع..
وليت صدري لا يحتوي الما…
وليت عقلي يتخطى أنين الذكرى…
وليت عيني لا ترى المكان الخالي…
ألا ليت ليلي في الحنين يقص فلا تئن روحي إلا بضع أمان اول الليل ثم ينتهي الليل غائبا بالوجع …
يا ليت صدري يفك انطباقه..
ما بعد الغياب أكثر جرحا في الصميم من الغياب..
ليت لي من الدمع قطرة فلا ارجوه ولا ادنو من قعره ثم يعود كاليم يمتلئ…
بل ليت صدري ينطبق…
ما عدت أحتمل الغياب..
ما عاد لي سمع يسمع المتذكرين المشتاقين العابقين بالذكرى… هي أكبر من ذكراي… هم أكثر ألما.. هم أكثر صوتا.. لا تذكروه.. كفى بالشوق قاتلا..
وكفى لي من بعدهم أن اتجرع الصور المليئة بالغياب.. واحتضن اللون والملم الرائحة من كل كل مكان..
وكل كل قلب…
قالوا نكبر وننسى وانا أكبر ولا يزيدني النسيان إلا ذكرى… وكل يوم أرى ما أحدث فقدانكم..
ربما غدا أصحو بأمل.. بحياة..
لكنني أدرك أنني الليلة سأغفو على وابل من الدمع مطبقة الصدر تكاد روحي تسافر…
فليس لي الليلة إلا وجع عاد بعد أن حالت دموع الليل بيني وبين ضحكاتي في نهاره…
ضحكت لاعتكف الليلة في حنيني…
لا عدت أن لم تعودوا في حلمي الليلة..