أحياء بأجساد فارغة ليست إلا قشوراً …
ليست الا أصدافاً منمقة التفاصيل و الألوان
تتعدد ألواننا و لسنا سوى صور جوفاء تخلو من الحياة ..
تنطلق أبصارنا في الفضاءات تبحث عن ملجأ ومصير ولا تصادف الا الصور …
لسنا سوى أشلاء صدف على شاطئ الحياة …
ولا ندنو من البحر خوفاً من التيار …
البحر يدعونا اليه كل يوم مائة مرة ..
المد يصافحنا … فننتظر انحساره
لكننا اخترنا الحائظ الآمن الذي يهيئ لنا صمته مثله كمثل الصور الاخرى … نراه هادئا ً مستظلا ً
وهو يدنو منا كل يوم أكثر فأكثر حتى يكاد يسقط علينا فيكسرنا
ولو أننا مشينا إلى البحر ذراعاً واحداً لابتعدنا عنه … ربما البحر يكسوه الغموض …
لكننا أطلقنا عليه صفات الخوف والفزع والظلام بلا مبرر ..
ايهما أوسع ؟؟؟
تلك المساحة الضيقة من الرمل التي تتزاحم فيها الاصداف .. أم البحر ؟
ما اتسع الا ليحتوينا …
وما ضاق الشاطئ الا لنهرب منه …
لكنننا اصطفينا التكدس فوق بعضنا على أن نرى العالم الآخر …
ولو أننا ثنينا أعناقنا قليلاً تحت المد لرأينا روعة البحر …
خوفنا من شره يدفعنا للجوء الى الحائط … ظناً منا أنه الحامي …
وان اسقط فوق رأسنا بضع حصوات ظنناه غيثاً …
لا أنكر أن البحر محفوف بالمخاطر … ولكننا لن نتعلم الغوص ان وقفنا على الشاطئ …