– فيمَ أنتَ شارد ؟
– في الناسِ أقرأُ وجوهَهم !
– فماذا وَجَدْتْ ؟
– وجدتها في دياجير الظلام سابحة , حاضرة غائبة , كأنها كواكب معتمة أو كأن على ثغورها صخورٌ جاثمة تحول دون بسمةٍ تعيد لأرواحهم وأرواحنا حياةً أو بعضاً من حياة .
– أشح بغطاء التشاؤم هذا عنك ! لِنَرَ ما سترى؟
-أرى قلةً ضاحكة, ابتسامتهم تبعث في النفس سحراً يماثل سحر الشمس في اشراقها , كأنها تعلن ميلاد ربيعٍ جديد ! أتعلم , وان كانت قلة اراها على أولئك في سحرها طاغية !
– اسمع أريدك ان تكون مثلهم ضاحكاً , اريدك أن تكون قمراً بين هذه الكواكب !
– من أين يا صديقي يستمد القمر كل هذا الجمال ؟ من اين يستمد نوره وبهائه ؟
– الامَ ترمي ؟
– أريد أن أكون شخصا مستقلاً معتمداً قدر الامكان على نفسه , أريد أن أشع من تلقاء نفسي كأي نجم , أنا لا أريد أن أكون قمراً !