تَمُرُّ نَسماتُ هواءِ بحرِ غُروبِها فوق شعرِها البُنيِّ المُخمليّ … فَيتناثَرُ معهُ الى أقاصي شَمسِ حُريةِ روحِها المُكبَّلة …. تَتَماسَكُ نَفُسُها فَتحاولُ أخذَ شَهيقٍ مُتعِب يَتلوهُ زفيرٌ مرهق …تحاول استجماعَ ضَرباتِ قلبِها الميتِ لعلها تبثُّ فيهِ شيئاً مِنَ الحياةِ الكاذبة ….تحاولُ عجنَ ابتسامتها على ثغرِها الحزينِ لتقنعَ العالمَ بأنها بخير !
تحاول التّمسك بجذورِ قوتها الخائرة … قوة لا تعلم عنها شيء … قوة لا جذور لها .. ولا ورود … فقط أغصان من القوة ألصقها بعضهم على غصن ضعفها …وأبت السقوط !!
تتمسك ببضع حبات رمال ملقية على شاطئ الرمال ! تحاول عدها مراراً وتكراراً … فلربما تسطيع بذلك حصر أفكارها … ولكن العملية فشلت!
تتمرد بضع قطرات مالحة غريبة على عيناها فتسقط بكل شجاعة داخل بحر ميت … تبدأ حرب باردة بينهما … بين روح و قطرة … بين قوة خائرة وقطرة … بين راحة وجبروت …. بين باطن وظاهر … وأما بعد ! ….
وأما بعد …. وماذا بعد ؟! متى بعد ؟ لمتى بعد ؟ ……
لم يعد هواء الحياة يقنعها … ولم تعد انسانيتها تجذبها … وكيف ذلك وانسانية عالم بأكمله ماتت …. كيف لا و صمت مليارات الأرواح يجوب كأشباح مرئية فوق رأسها …. كيف لا والدماء تتجول حولها كقطار هوائي سريع …. كيف لا وهي عاجزة عن لا شيء وعن كل شيء !!
حان وقت الصمت مرة أخرى … حان وقت نومها للمرة العاشرة ربما … حان وقت نهاية القصة … أقفلت دفتر خطته هي بأنامل غريبة …. أغلقت طرف قلم أزرق مسوّد … وقامت بالتقاط صورة أخرى لها عند تلك الهاوية …. صورة لتذكرها في كي مرة بحربها الباردة ….