ثمّة هناك ثلة لا بأس فيها وكل البؤس منها في مجتمعنا ، يحاكون الغازات النبيلة بسكوتهم ، مثبطون إلى حد الإشباع أو لربما أكثر ، ألبسوا طوق اللامبالاة بكل ما يحيط حولهم ، كل شيء حولهم يدور أو يحتك إلاّ هم مخدّرون ، لا ضير عندي أن أناصحهم وأكن لهم كمثل الحريصة عليهم ولكنّي عندما طرقت لي هذه الفكرة كنت أطالع مصلحتي أولاً ، لأنّ مثل هؤلاء و بسكوتهم البشع يفترسون مستقبلنا مستقبل الكيان والوجود الذي نحلم إليه لا الركود والتخلف الذي نقاسي ونعاني من استعمارهما الجامح ، كلماتي مبعثرة في بوتقة ضئيلة اصطنعتها من نصائح من هم حولي وأكبر نصيحة تعتليهم ‘ديري بالك’ ،ولكني سئمت من صوتي الصعلوك و قلمي المكبوت ،لا أريد أن أئن وحدي أريد أن أزأر مع الأصوات العالية في بلدي . إنّي لأعلم أن كل شيء حولي يتضخم من الأسعار إلى الجوع وحتى ‘ الكروش ‘ في تضخم ، إلّا أصواتنا تتلاشى وأصحاب الأصوات المعتبرة في طور التحجيم التقزيمي ، وأنا كمثل غيري أضع اللوم على غيري ولكن بخجل مما يدعي إلى سذاجتي لذلك سأخدر صوتي علّه يتلاشى كالبقيّة .