أزالت كل ما يعيدها بسفينة الذاكرة إليه .
في نظرها ، اهماله إياها ثلاثة أيام أشهر مدةٌ كافيةٌ لتدرك أنها ما عادت كما هيَ ، لا في ذاكرته و لا في قلبه .
نفضت عنها غباره ، تخلصت من القميص الذي كان يحبه ، وتخلَّصت من العطر الذي أهداه إليها ، حتى لبته تخلصت منها .
تخلصت من المجلات التي ابتاعها لها وجلست تطالع كتاباً فلمع في ذاكرتها فجلبت منديلا تؤنِّب به دمعها الذي أنذرها بالنزول ، رمت الكتاب وخرجت تفرض نفسها على شوراع المدينة.
عانقه الجفاء الذي اغفلها ، وأغفله الوفاء الذي عانقها .
نفت عنه كل ملامح الوفاء وبصمت له في مدن التخلي والنسيان ثلاث بصمات للكناية !
أبصرت في ملامحه شيئاً من الملل وشيئاً من العجب و كثيراً من الفرح بعلبة العطر الني في يديه .
بدا كمن شاهد كلماتٍ في طريقه الورقي الفارغ ،، تبدلت يا أروع من أحببت .. زادت الأيام المحصورة في الأشهر الثلاثة الماضية من جفائك .
“البُعْدْ جَفَا” ودَّت لو تقولها ، لكنها بكبرياء أنثوي قالت : تِتْهَنَّى ! ثم ذهبت .
همساً في أذن مفكرتها تقول : في نقطة التقينا ، ثم افترقنا ككل الأصحاب الذين تحولهم الأيام إلى أغراب ، أنا في طريق حب ، وهو أكمل و كأن شيئاً لم يكن .
أولئك هم : شباط وآذار ونيسان .