>> علمي .. أدبي .. عاشر ٢٠١٤ <<
“نعمْ نعمْ !! إدااارة !! أوعك ! بتبرّى منك ها ! ”
“الحمد لله اللي لغوا الإدارة ، ما في قدامك إلا العلمي ”
“- يا بنت انتِ ما عندك ثقة بنفسك ! ، ليش مو فاهمة إنك قدْ العلمي ؟!
– انا عارفة حالي ، وبعرف شو المواد اللي بفهم فيها اكثر من غيرها !! “
يومياً .. أسمع من المخططين لمستقبلي و المحللين لشخصيتي عشرات الأحكام و التحليلات ، وغالباً ما ينتهي النقاش بالجملة الاستهتارية ” خلص .. لوقتها الله بفرجها ” تلك الجملة التي تُخَلِّف ورائها عقلاً يَضُج بالحركة ، و قلباً يضطرب خوفاً من المصير المجهول.
ياااه .. كم هي واسعة هذه الحياة !
يا إلهي كم كنا بريئين عندما كنا نجيب على سؤال مهنة المستقبل ب”دكتورة ، مهندسة ، محامية .. او كما كنت اعتقد “حاكمة ” ، أم ” حتى الأخيرة تحتاج من العناء ما لا يحتاجه ما قبلها ،، عناءٌ لم يكن له حيزاً في عقلنا آنذاك .
لم نكن نتوقع ان الوصول إلى مهنة الطب تحتاج ذلك المعدل الذي لا يحصل عليه إلا “النيرد أو الدّرِّيس”.
حتى الهندسة .. لم نكن نتوقع ان تشمل الحاسوب والاتصالات .. هندسة اتصالات !! ، مفهوم المهندس لم يكن يتعدّى ذلك الانسان الذي يعتلي قبعة صفراء تحيط رأسه وبيده لفافاتٌ ورقية ليتابع البناء بدقةٍ متناهيةٍ .
لم نكن نتخيَّل ان يفقد المجتمع ثقته بالمحامين لمجرد ان معظمهم يتبع اسلوب الكذب و الالتفاف على القانون ، كان منظر القاضي على منصة القضاء يرهبنا !!
حتى الوصول إلى مرتبة الأم لم نكن نتوقع انه بتلك الصعوبة ، كنا نكتفي بدمية من قماش لنمارس عليها طقوس الأمومة اللذيذة بكافة تفاصيلها .
كنا نظن الحياة ابسط من ذلك بكثير ، لم نكن نتوقع انها ستتحول فيما بعد الى أرقام و معدَّلات و علامات،أؤكد لكم ان الأرقام -في أغلب الأحايين- لا تمتُّ للحقيقة بأي صلة !
تأتي العلامات،و تُرفَع المعدلات و تزداد الأرقام بطرقٍ مشروعة و غير مشروعة .. لذا.. فأنا لا أؤمن بها !..مطلقا!
حين نكبر و تتحول حياتنا إلى أرقام ، نكتشف – بعد غفلة – أن مجمل القرارات لم تكن قراراتنا .. او قد لا يخلو تدخلنا الطفيف بعد ان تضع العائلة الممتدة اختياراتنا و تخيرنا.
كم هي صعبة مرحلة اتخاذ القرار المصيري ، نحن في عمرٍ نُعْذَرُ على احتيارنا فيها -في نظر انفسنا بكل تأكيد – ، نحن في مرحلة الإعداد لما هو آتٍ وعليها يُبنَى المستقبل، نحن في مرحلة تنزانيا من الطفولة و ترمي بنا في مهاوي الكبار لأخذ ما يترتب على قرارتنا على عاتقنا الشخصي ، قراراتنا التي غالبا ما تكون قرارات المجتمع .
“كبرتِ وصرتِ عاشر ! ” #ياااه
#بوح
#عاشر_٢٠١٤
دام قلمك، كلمات رائعة، وحيرةٌ ستتوارى بإذن الله، سويعاتٌ أو أيام، الإنتظار لا يميّز بينهما، ادرسي نفسك جيدًا، ثم استخيري، فإن اخترتِ فاعزمي، وتأكّدي دومًا أنّ الخيرة فيما يختاره الله.
صحيح ،، جُزِيت خيراً :))
وإياكم يا رب 🙂