منذ زمانٍ بعيدٍ ما خلدتُ لحضن أوراقي، لم أزر أحرفي، ولم أعود كلماتي.
ربّما هي من هجرتني، وسارت دروبًا طوالًا بدوني، ملّتني، كرهتني، أحبّت بَنان غيري، أيًّا كان، لا يهمّني، وسأمارس طقوسي التي أعتدتها قديمًا، وأسنّ قلمي، وأناظرُ القمر وأكتب…
سأحدثه كثيرًا، عن ألمٍ في الرّوح لا يفارقها، عن غصّةٍ في القلبِ تشقّه، عن دموعٍ لا تُبارِحُ جوفَ أعينها، عن ماضٍ أليمٍ وحاضرٍ مكلومٍ وغدٍ باهت، سأحدثهُ عن كلِّ ما تمنيّتّ وخسرت، سأتلو حكاياي وأخشعُ، سأغمضُ عيناي، احتضن الشّوق الباقي في المكان.
من فضلك، أخفض صوت الموسيقى، قالتها غريبةٌ وانصرفت، ما لمحتها البتّة، فقد سارعت بالرّحيل، مهلًا، لكن، عن أيِّ موسيقى تتحدّث؟!
لا أدري، إذًا فلنعد وأيّامي إلى ذاك القمر، ليس سواه يُنصت لي ويُحبُّني، حدثّته، قَلِقَ القمر، فزدته حديثًا وساررته، فبكى القمر، بكيت أنا وحاورته، جُنَّ القمر، مهلًا أي قمر! ما حدّثتُكَ بعدُ عن “رينادا” ألَمُ العمر، هرب القمر..
هرب القمر… وكعادتي، سأكمل السّهرة برفقتي، مُصاحبًا نفسي إلى أبعدِ بقاع العالم، سأُحدّثُني عن كُلِّ ما فيَّ ، وسأشكوني لنفسي، سأفعلها أنا، ولن أتركَ لكم تفاصيلًا أُخرى في ليلتي هذه، إن عدتُ فربّما أحدثكم، ربّما…
عليك ان تعود لتترك لنا تفاصيل اخرى .. كلام رائع جدا
شكرًا لكِ نور 😀 كلماتُكِ هيَ الأروع :))
وفِ الكتابه لَذه ألم ، و وجَع رآحه ..
إستمِر بِ الكتابه ، فَ قد خُلقَت لِ تكون لَك دَرباً :)) . .
شكرًا سلمى، أعتزّ بكلماتِك :))