كتمان،
لطالما احتفظنا بأسرارٍ كثيرة، منها ما كرهنا أن يرانا غيرنا عليه، ومنها ما خفنا منه، ومنها ما انتهى ولم نريد بعد ذلك أن نذكره، لكن كتمان القلب ليس كأيّ كتمان، فالقلب يهوى فنسكته، يعشق فنصمته، يتمادى بهواه فنروّعه ونكسره، لا ندري ما دافعنا ولماذا وإلى متى، لكننا نصمت، نصمت خوفًا من الإعتراف أحيانًا..
ماذا لو لم يكن لي؟
ونصمت بسبب نكبةٍ سابقةٍ أحياناً أخرى..
ماذا لو أُعيد شريط ذكرياتي؟
ونصمتُ، لا ندري لما نصمت، أحيانًا كثيرة، فالقلبُ مولعٌ وخائف، عاشقٌ وراجف، يسير كلّ الدّرب حتّى يصل نهايته ويغمّى عن مبتغاه، أو يصعد أعالي قمة جبلٍ ويهوي قبل أن يحقّق ما تمنّاه، فيصمت..
يصمت، لئلا يخسر المزيد،
يصمت، لئلا يكون حديثه نهاية المطاف..
فماذا لو قالها ورُفِض؟
أين ذهب مرماه؟ وأين تاهت أحلامه وأهدافه وكلّ ما اشتهاه؟!
فيصمت، يصمت ويُدين في قرارة نفسه بُغضَ صمته، لكنه لا زال يصمت، فيصمت، ثم يصمت..
ألا قلبُ بكلِّ ما فيَّ من قهرٍ رجوت الله يومًا إن ما تكلّمت أن تتفجّر ضيقًا فتتحدّث وينتهي بحر صمتك الشؤوم… فعد إلى سبات الموتى، كما اعتدتُ أن أراك، واصمت!
الوسوماكتئاب تحدي حب صمت عشق قلب كتمان ليل