ميلاد الغيوم

تتاثر الأيام حولنا ورودًا..  نرى أحلامنا..  أجمل أيامنا.. وتنهّداتنا فيها..
نسير الدروب،  نلهو ونلعب، تُلاعب أناملنا خيوط الشّمس وتسمو مخيلاتنا في ملاعب الفضاء حيث اللا حدود، تضيق هذي البسيطة عمّا يسكن أفئدتنا..
لكننّا ننسى….  أو ربّما نتناسى أنّ الشّوك من تحت الورد مدفون..  أن الليل من بعد النّهار..  أنّ خيوط الشّمس لا بدّ راحلةٌ..  وأنّ كل ابن آدم فيها لمفتون..
غصّةٌ من آهٍ تنتشلنا،  وتودي بنا إلى ما كان أوسع من خيالنا الفوضوي..
كأنّما تنتزع سهمًا من قبرٍ سقيمٍ في القلب مدفون….
كرضيعٍ، تحمّل وشكى،  حتى على الأرض هوى،  وبصيحةِ مكلومٍ بكى، ثمّ بكى..  وبكى..  وبحدِّ سيفٍ أبكمٍ،  أُزيح عن هذي الحياة..
نتألّم،  نشتكي،  نصمت أو نتكلّم..
حتّى ذاك الموعد الشّؤوم..  يدُقُّ سيفا وقتٍ فيُعلنا النّهاية.. أو ربما بداية النّهاية..
نقسو، وتسوّد أفئدتنا…  وتكتئب السّماء..  ويعود ميلاد الغيوم..  تلك البغيضة منها لا الرّؤوف..
نتهّرب ممّن أحببناهم، أو ربّما ينسونا..
يسكن السُّم ألسنتنا..  نُحارب الدّنيا بما أنجبت ونُرديها خلف قُضبان المحكوم..
منها ما أثكلنا ومنها ما أحبّنا،  لكنّ عينًا من السّواد ذبحت عيننا واحتلّت عرينها وأرتنا ما رأت..
هي سويعات زمنٍ تنقضي..  وإنّنا للساحِ – بعون الله – لعائدون… 🙂