أغمضي عينيكِ..
تراخَيْ..
اسرحي في عالم الخيالِ معي..
هُناك..
حيثُ كان يعيشُ فارِس..
في ليلةٍ فرّ منها ضياء القمر..
رمى أمنيَةً في البحر..
أيا بحر..
كفاك هجرًا..
كفاكَ بُعدًا وجفًا وقسوة..
اشتاقتك أشرعتي..
حنّت لنسماتِ نداكَ أطرافي..
وما عاد بي للجفا صبرا..
أيا بحر..
خُذني بأحضانك بعيدًا بعيدًا..
إلى عالمٍ نرسُمُهُ أنا وأنت..
إلى جزيرةٍ لا يُشاركني بها سواك..
إلى عشٍّ لا يرتادهُ معي إلّاك..
نطقَ البحرُ وقال..
من بعد سنينَ طوال..
لكّني أرغب بالوحدة..
“وحدة” ؟!
أي وحدة؟!
وأنتَ في خيالي حقيقةً..
وفي حقيقتي خيال..
وأنتَ تُشاركني كُلّ أيّامي..
ألتَفِتُ يمنةً ويسرةً فلا أرى إلّاك..
“وحدة”؟!
أي وحدة؟!
وأنا ما عشتُ حياتي إلا لأملي بك..
لحُلُمٍ بنيتُهُ من أضلُعي ليحضُنَك..
وتقول “وحدة” ؟!
الوحدة يا صديقي ليست لنا..
فأنتَ جُزء من كتاب..
وأنا التّتمّة..
وأنا جذرٌ فيه ساق..
وأنتَ زهره..
فكن لي..
أو ارحل..
لكن عِدني..
بدون “وحدة” .. بدون ذكرى…