سهم يخترقني..
يصب في أعماقي أعتى أنواع العذاب،،
يحقن دقّات قلبي أحياناً بمسحوق الأسى،
ويعود يُذيقني ترياق الحياة..
ويمزّق..
يمزّق كل ذكرى،
يمزّق كل فرحة،
يمزّق كل بسمة،
ويعود بريئاً بعينين كعينيّ طفلٍ..
مُحمرُّ الوجه هو،،
كفّاه أبيضان،،
قلبه كقطعةٍ من ثلج،،
نعم هو ذاته، هو ما زال هو ..
لكنّ ما خلف براءة العيون شرٌّ حقودٌ دفين،،
لكنّ احمرار الوجه ليس سوى احمرارٌ للضمير،،
وما وراء ابيضاض الكفّين عذابٌ أليم،،
وبداخل قطعة الثلج ظلامٌ دامس، يحوي ظلام الليل في جزءٍ منه، وحقد العالم في أجزاءٍ أخرى..
رفيقٌ هو لي،،
وأشهد بوفائك لي يا رفيق،
ما هان عليه فراقي أبداً..
وما غمضت لي عينٌ إلّا بين أحضانه،،
هو رفيقٌ، بل صديقٌ أو حبيب،،
لكنّك والله بئس الصّديق وتعسَ الحبيب..
آتٍ هو يومي،، سيقتلع جذورك من قلبي،،
سيرمي حطامك بعيداُ بعيداً،،
يمرّغها في الطّين،،
سآتي حينها،،
سأدوس كلّ حبةِ رملٍ تحتويك،،
وسأغمس راية انتصاري،،
رايةً من حديد … ثمّ أبدأ من جديد…