أربعه جدران رمادية مُشققة
خطاً يحفره بإظفره
مرّ أسبوع .. كم بعد سيتحمل هذا الجسم النحيل ؟
يمرّ السجّان .. يضع خبزاً ناشفاً , أرز وماء
يرمقها بنظره اشمئزاز ثم يستمر في تأمله من النافذه
زقزقة عصفور حر
يحسده قليلا..
يغمض عينيه إلى حلمه الجميل :
عصفور حر يحلق بعيدا عن هذا السجن الكئيب
ليس حلماً .. بل مستقبل !
أربعة جدران ما زالت تأسره
جدران بيضاء هذه المره
وسرير أبيض ورائحة كيميائية مقيتة
نافذة أوسع وطيور أكثر
يتذكر جدرانه السابقة
كان سيزينها بـ 277 خطاً لو أسعفته يداه ليكملها
مُلقى على السرير بلا حراك
أُسر تعسفاً وأُبقي ظلماً
وجّه رسالته الأخيرة ثم صمت..
” لا تخافوا على قلبي إن توقف, ولا تخشَوا على يدي إن شُلّت
فأنا ما زلت حياً .. الآن وغداً وبعد الموت ”
ثم صمت..
أطبق شفتيه تماماً
عن كل شيء
كلام وماء ودواء وغذاء
صمت صبرا.ً. حزماً.. إصراراً
وصمته أجدى !
صمته أخرجه حراً معافى
صمته نطق أكثر من أي خطاب منمق وشعار رنان
صمته الناطق وامعاؤه الخاويه حفرا اسمه على صفحات التاريخ
277 يوما عاشها متمسكا ًبحلمه
واثقاً بتحقيقه .. فحققه
المقدسي الحر سامر العيساوي .. رمز التحدي والصمود ~