اللغة برأيي أكثر نعم الله التي يجب أن تشكر , فبفضلها نقف مستندين إلى ماض مجيد كتبه السلف , و نلخص أحداث الحاضر لمن تلانا من الخلف ..
اللغة ترجمة لما في القلب و العقل , سرد للواقع , دافع للإستمرار , و لا أعني بلفظ ” اللغة ” تلك اللهجات المحكية فقط , فللعيون لغة , و لدقات القلوب الوصف الأبلغ للتعبير , و لمواقفنا و صمودنا و شخصياتنا لغة , فبنظر الناس نحن كتاب مفتوح سطرته حروف إنجازاتنا و حركته مواقفنا و مشاعرنا ..
أما شخصيتك يا صديقي , فهي كتاب عظيم , متفرد , قلبت بضعا من صفحاته فعرفت عنك القليل , رأيت فيه الكثير من الصدق و الوفاء و الصمود و الإصرار و الطموح , رأيت فيه لحظات ضعف و وهن لم تكن عتبة في طريقك , بل كانت الدرجة الأولى للصعود إلى ما وصلت إليه من سمو نفس ..
رأيت فيه أنك قليل الدراية بنفسك و قدراتك , فلا فكرة لديك بما تستطيع إنجازه و تحقيقه .. آمن بنفسك كما أؤمن بك , ثق بقدراتك التي لا حدود لها , و تذكر أن العدو الأول للإنسان هو نفسه , فلا تكن عدو نفسك فتدخل في حرب أهلية الخروج منها محال ..
تذكر في حالات الضعف قوله تعالى : (( فدعا ربه أني مغلوب فانتصر )) , و في حالات اليأس , تلك الآية التي تبعث في نفسي الأمل : (( لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا )) , أما في حالات العشق فلا تلتزم بما قاله الشعراء من قبل , و لا تتخذ من أحد قدوة , دع قلبك يتحدث كما يتحدث عن فلسطين ..
كن عسيرا على التغيير , و ابق متمسكا بنفسك , حتى و ان استلزم ذلك الإبحار ضد التيار , كن قويا لتساعد من حولك على النهوض , فهناك أرواح قد تكون معلقة بك , و لا بأس بكونك ضعيفا مع من تثق , فالقوة المستمرة تولد القسوة ..
دع روحك تحلق دون بوصلة , فأينما حطت أكمل حياتك , و كن على يقين أنه مهما كنت بعيد الجسد , فقد اصطحبت شيئا من روحي معك ..