غريبٌ أجوبُ طرقاتكِ ، أبحث عن أمل .. حب .. سعادة .. وطن.. لا أيقنُ تماماً ما الّذي أبحثُ عنه .فأنتِ كالقمر .. كلما اقتربت لأحادثَكِ هربتي .. لكنّ السماء كبيرة ! و قد أضناني الجريُ فيها كما الضرير بلا عصاه !!
كم عهدتُ فيكِ الأمل و ابتسامتكِ التي يتحدثونَ عنها، لطالما سقتني نبتةً صغيرة .. فكبرتُ في أرضكِ .. و لمّا أثمرت.. قطفتِ ثماري و تركتني أصارع الرياحَ أعزلاً … أعيشُ الأمل و اليأس مواسمَ متعاقبة ..
في مواسمِ الزرع بذرةً ، و قمحاً بلا وطن في مواسمِ الحصاد .
.. و أضلّ أسيرُ سنبلاً و قمحاً … الى أن تبورَ أرضي في ليلةٍ صمّاء تاهَ قمرها .. الى أن تنتهي سماءي و تهربين منّي الى الأبد .. فيقتنصني الليلُ وحيداً أقلّبُ مواسمَ ميلادي وموتي .. أراقبُ دروسَكِ تقطِفُ ثمارها .. أجلسُ هناك على حافة الكون .. أتأملُ الأرض تدور حول شمسها بلا توقف .. لم تفتأ تغمرها بدفءٍ .. فلا الشمسُ تذمرت ولا الأرضُ يوماً أنكرت !!
رأيتكِ هناك في سماءٍ أخرى ترتدين ثوباً أبيضاً يحملُ في جيوبه قلوبي التي قتلتها و أخرى التي أحييتها .. و في سماء النهار تنقلبُ الموازين .. تقتربين مني اكثر فأهربُ منكِ أكثر .. أنتِ هنا من تلاحقينني بلا جدوى… لم أكن أعرفُ أنني سأعرفكِ عندما تغيبين الى الأبد.. او أغيبُ أنا الى الأبد.
سأبقى غريباً فيكِ الى أن نتبادل الادوار ..فالشمسْ و الأرضُ صديقان و أنا و انتِ غريبان !!!