أول حياة الصحفي خيال واسع، دفاع عن الشعب المهتوك عرضه، وتدوين للحقائق الغائبة، ومواجهة نظام قمعي بـ”امتياز”، وذلك في جو تُبتر فيه ألسنة المخالفين للحاكم بأمره، ويُكسر قلم أبى حبره كتابة حرف بنية النفاق.
في مجتمع يسير على القاعدة “المتزنة” يكون مثل هذا الصحفي محبوبا للجميع، فهو محامي مُوكل من “السلطة الرابعة”، يثير الرأي العام ضد الجائرين، حتى يخشى المتوجون على كراسي السلطة شعبا يقوده هذا الشخص.
أما في عالمنا المختل يتعرض الناس لكافة أشكال الحرمان، أوضاع سيئة فاقت المعدلات العالمية، بالرغم من ذلك يرفعوا “رأس الأفعى” على الأعناق بدلا من بتره، وعليه كل من يسخِّر صوته وقلمه في الدفاع عنهم يكون منبوذا.
“هعرّض؟!.. ما أعرّض.. المهم أبقى في السليم”، هو منطقي الذي أسير عليه، فهو شعب يكره رياح التغيير، كفر بثورة وعرقلها بالرغم من قيامها لأجلهم.
أتحبونه بصرف النظر عن كوارثه؟!.. طيب، سأساهم في ذلك، فهو الكامل، لا تشوبه شائبة، أرحام الأمهات لم تلد مثله، رضي الله عنه وأحرق من هاجمه بدركات النار، حتى أصبحت أفضِّل أن أُضرب “بحي الزبالين” في سبيل تأديةً لعملي ويكبر اسمي، دونا عن حمايتي للحق وتحمل صواعق الكهرباء بين جدران الأمن الوطني “جدا”، فهو شعب يستحق أبشع ظروف الحياة.