الكمال لله وحده، له الاسماء الحسنى، فهو (الرحمن، الرحيم، الملك، القدوس،….الوارث، الرشيد، الصبور)، صفات أختص بها الاله نفسه، فله الحمد الأوفى، و الثناء الجميل، فإنه يحب الجمال.
“دي كوستا”، هو من تلاميذ المدرسة الأفلاطونية في الفلسفة، سلك طريقه في تحليل المعرفة من خلال رد الكثرة إلى الوحدة، أو التركيب و التوحيد، و من هنا يتجلى الآتي:
(الله هو الموجود الأعظم اللامتناهي الحاوي كل وجود، حتى النقائض)
إذاً، فالله – جل في علاه – هو أصل كل شئ، بكل الصفات، سواءً كانت صفات حميدة – شكلأ و مضموناً – أو صفات ذميمة ((شكلا)) ، و هنا أتذكر قول الله تعالى:” و يمكرون و يمكر الله و الله خير الماكرين”،….أإلهنا ماكر؟
و أتذكر حديث رسولنا الكريم مُحمّد – صلى الله عليه و سلم – قال:” عَلَيْكُمْ مِنْ الْعَمَلِ مَا تُطِيقُونَ فَوَاللَّهِ لَا يَمَلُّ اللَّهُ حَتَّى تَمَلُّوا” رواه البخاري و مسلم…..إذاً أإلهنا يمل؟
الواجب هو إمرار هذا الحديث كما جاء ، مع الإيمان بالصفة ، وأنها حق على الوجه الذي يليق بالله ، من غير مشابهة لخلقه ولا تكييف ، كالمكر والخداع والكيد الواردة في كتاب الله عز وجل ، وكلها صفات حق تليق بالله سبحانه وتعالى على حد قوله: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِير .
كان هذا هو رأي علماء اللجنة الدائمة للإفتاء في تفسير الحديث السابق.
و عندما سُئِل الشيخ “ابن العثيمين” عن هذا الحديث قال :” يقول بعض العلماء إن هذا دليل على إثبات الملل لله، لكن ملل الله ليس كملل المخلوق، إذ إن ملل المخلوق نقص؛ لأنه يدل على سأمه و ضجره من هذا الشئ، أمّا ملل الله فهو كمال و ليس فيه نقص، و يجري هذا على سائر الصفات التي نثبتها لله على وجهة الكمال، و إن كانت في وجة المخلوق ليست كاملاً، و يقول البعض الآخر إنه يُراد البيان من خلال هذا الحديث أن العبد مهما عمل من عمل فإن الله يجازيه عليه، و عليه المداومة، و الله لا يمل من ثوابه حتى يمل العبد من عمله”.
الله يمكر، و يخادع، و يكيد، و يمل، بظاهر اللفظ، و بمعنى لا يفقهه العقل البشري، و هنا يتجلى مصطلح (الجهل الحكيم) ألا و هو معرفة الفكر لحدوده، أو بمعنى موازٍ هو كمال التفكير، حيث يكمن كمال التفكير في وقوف التفكير، و يقول الحق تعالى:”و ما أوتيتم من العلم إلا قليلاً”.
شاهد أيضاً
تعويذة منمقة صقلوها فألصقوها
مهيئون نحن دوماً على وضعية التمني، نحاكي أحلاماً كثر ولكنّ أقل القليل منها يصيّر إلى …