رُفِعَتُ الأقلام عن كتابةِ وقائع حدثت و تحدث، و جفّت الصحفُ عن ذكريات من الصعبِ محوها، تحول المكانُ إلي تاريخ، تاريخُ يروي الماضي القريب، فالبعيد، فالابعد، و سأحكي إلي أولادي و أحفادي عن الماضي الذي قضيته وسط جدرانه، بكل جميل صادفني، و بكل قبيح لطمني فيه، لازمت أنبل الأصدقاء، و فيه أوفى الجوار، و لكن لكل قاعدة شواذ، أو أن الشذوذ قد استفحل، فأنقلبت القاعدة إلي شواذ، و أصبح الشواذ قاعدة، فقررت الرحيل….إلي مملكةِ قام الآباء بتشييدها، و تزيينها، (كيف أكون جميلة و أُهمَلُ هكذا؟!) قالت ذلك و هي غاضبة، فقررنا الذهاب إليها؛ أنسة لوحدتها، و تخلصًا من القبائح، آملين فيها حياة آمنة.