قلمي صعب المراس هذه الليلة ! .. ربما هو وقع الخريف عليه .. أرتضيه كما أرتضي أخي الصغير .. أتوسل إليه كي يهدأ ، فيقوم بدوره مستفزاً حنيني إلى أحدهم ،لا ادري لم يفعل كل هذه الجلبة ؟ .. ناجيته مراراً أن يترك ابتزاز مشاعري بهذه الوحشيّة ،يسكب حبره على ورقتي بهمجية متناهية لم أعهدها .. لم يلمس قلبي بهذا النقاء قبلا ! ..
ساعتي لم تتجاوز الحادية عشرة بتوقيت الفزع .. ليس هو وقتا مناسبا للكتابة ! وعلى الاقل كما اعتاد دفتر مواعيدي …
قلمي أعرفه جيداً لن يهدأ حتى يستنفذ ما تبقى من ذخيرة دموعي ،بل حتى يرمق نبضاتي المتناثرة شزراً و يؤنبها على إزعاج راحته فتقوم بخفة و سرعة طائعة أوامر تلك النظرة ! لن يهدأ حتى يسيطر تماما على مكمن الأفكار المهزوزة في داخلي .. ويُرضِخَ حِصنَ العناد بين جنباتي …
أظن الآن أن شيئاً من النُعاس قد تسلّل إليه على الرُغم مما زال يخفيه في خلجات نفسه ..
اعتدته … نعم اعتدته .. كما اعتدت الكثير من بني البشر .. وأدري كيف أروّض مزاجه العكر … أتركه ينزف زرقته حتى آخر رمق … يستلقي … يهدأ .. فينام بابتسامة أمل كاذبة !