بهشاشةِ الباستيل الأبيض و بنقاءِ لونِهِ كان ذلك القلب ..نعم ، لقد كان كائناً طبشورياً فتاتياً بامتياز .. كلما عاصر كسيراً كتبَه ! .. أو كسر منهُ لِيجبره ..
كان ذلك الفتاتُ الناصعُ يملأ ُ الأرجاء .. كلما كتبَ نشرَ غباراَ يثيرُ حساسيةَ البعضِ من ذوي القلوب القاتمة .. لِخفة ذلك الطلع ؛ لم يلحظه احد لم يحبّه احد لم يكتبه احد .. يختلطٌ الفتاتُ برماديةِ أحلامهم و استهتار شعورهم ..
ينطوي على نفسهِ يكرر ذات الجملة مراراً : ( أأنا صاحبُ الخطأ ام هم ؟! ) .. يراجع قولهُ و يصحح : بل الخطأ هو من يرتَكِبُنا و يَركَبُنا في لحظاتِ الانكسار .. يغرينا بجبروتِ اللحظةِ وعُنفوانِ بَهجَتِها .. يُمَكِّن منّا ارتِكابَ المعصيةِ بكلِّ سلاسة ! .. لسنا شياطين بالطبع ولن نكون ملائكة .. يراوٍدنا الذَّنبُ عن نفسهِ أن نستغفره .. نكرّر ذاتَ الذَّنب و يغرينا هو بِمحوه !
نختارُ سِجن الوحدة فهو أحب إلينا من انكساراتٍ جديدة .. من وعود لن تكون .. من أيامٍ لَن نعيشَها ..من ذنوبٍ أنّى لنا أن نستسيغَ شَقائها !
يستدير لا يأبه بذلك مع أنّه يؤلِمه .. يترتضي لنفسه أن يكون للجميع إلا نَفسه .. يخصِف عليه من ورقِ الخجل ، و يختبئُ تحتَ قُشور الكبرياء ..
ابتساماتٌ يَهَبُها للجميع ومن قلبِه أيضاً .. بما أنَّها من القلب اذن فالمزيدُ من الفتات .. احتكاكُه مع سبورةِ الآلمِهم كان كفيلاً بِخلاصِه ..
هو لم يكن حزمة من الباستيل بل اصبعا واحدا فقط ! لذا يوقِنُ بأنَّ نهايتَهُ قريبة ، و أنَّ مجموعةَ الغبارِ تلك لن تتراكمَ مكوِّنةً كومةً تحييهِ من جديد … يوقِنُ أنَّهُ سينتهي أثيراً لطيفاً يداعبُ وجودَهم ويحميهِ من بعيد ..