شو بتحكي يا ابن الحلال؟ “باستغراب” شو هاد ؟ 45 شو ؟ 45 ألف !!! 45 ألف شو ؟ 45 ألف نسمة ؟ 45 ألف فرد ؟ 45 ألف مقسمين بين عائلات ؟ 45 ألف روح ؟ 45 ألف مخلوق بسير بجسمه الدم ؟ 45 ألف مخلوف بنبض قلبه ؟ 45 ألف إنسان ؟ “هاهاهاهاهاها” عن أي إنسان بتحكي ؟ إنسان بلا حياة ؟ إنسان بلا مقومات الحياة ؟ إنسان تغلبه الإعاقة ؟ إنسان تشرد من 43 سنة ؟ إنسان لم يعد ينادي ؟ إنسان يطلب فقط حق الحياة و حق الإنسانية ؟ 45 ألف سبب بجرده من حياة تليق بإنسان … آه بحكي عن إنسان , إنسان لازم يعيش عن إنسان لازم يأكل و يشرب و يحقق أحلام و يربي أجيال …
اليوم بعد زيارة مخيم غزة حسيت بأني بعيش بعالم آخر , بعالم بعيد , بعالم مفكر حاله تعيس , يائس , مغلوب على أمره , عن شو بدي أحكي لأحكي ؟ عن أني كنت أمشي على حجر و حصى , لا لا قصدي ” شارع و إسمنت و أرصفة ” , عن أني تغبرت و رفعت الي لابسته حتى لا يتوسخ حتى شفت أنه هاي حياتهم “حدثتني نفسي ليش رفعتي ؟ (بتوبيخ) , اليوم إحنا هون نعيش معهم نعيش حياتهم , تركته ” أي نعم تغبرت و تمنيت نقطة مي لأغسل ايدي بس هم بتمنو شربة المي الي أنا بغسل فيها قصدي ” مي صافية ” , عن بسمة أم و الإ نظرة طفل و الإ ضعف أب و الإ دعوة مريض , عن أني شفت اليوم عائلات بحاجة لحياة . من وين بدي ابدأ ؟ بسقف واقع و الإ المادة المسرطنة المحرم دوليا الي حامية البيت ” عأساس ” , و الإ عن أني دخلت بيت و قفز السؤال وين البيت ؟ و توجه الجواب أنتِ بنصه , قصده ” أني تعديت المدخل والصالون ” , عن أني شفت بنت بعين زجاجية , عن إنا انعزمنا على الفطور و الأكل الي عندهم مش مطعميهم , عن أني دخلت ممر عرضه نص متر “ربي علي يشهد” , عن أني شفت أربع إعاقات ببيت واحد , عن أني شفت خشب محوط البيت , عن أني شفت طبيخ بتحضر على الحطب , عن أني شفت قصة حب بين ” وفاء و محمد ” , عن أني سمعت أقصى حلم “وظيفة” “كاسة مي صافية” “وجبة غذاء” , عن أني شفت الأمل برجعة فلسطين , عن أني دخلت بيت بترحيب و استقبال و تلميع , عن أني شفت عزة نفس , عن أني شفت أجساد تخلو من الروح قصدي”هياكل يأكلها المرض ” , عن أني كرهت حياتي , عن أني حمدت ربي ألف مرة ومرة .
على فكرة أنا بكتب بعد ما أني غسلت ” قصدي نزلت المي من الحنفية و مرت عبر المواسير يعني كان في باب للتواليت ” و بعدها نمت على تختي “قصدي في فرشة و غرفة و حرام ” و بعدها حضرت الفطور “قصدي مطبخ و ثلاجة و أكل ” وبعدها بدأنا نفطر “قصدي ما حدا مريض و ممنوع من الجاج واللحمة , يعني قعدت أنا و عائلتي وكل واحد لقمته بثمه , يعني في صحن لكل واحد ” بكتب وأنا تحت سقف و باب مغلق و الأجهزة حولي والكتب بخزانتي “قصدي في عندي اشي ملك الي ” , عن شو بدي أحكي لأحكي ؟ عن كل ما اتطلع بزاوية بالبيت صرت أحس بالذنب , صرت أعمل مقارنه بين وبين , خطر ببالي سؤال واحد : كيف أهل غزة تحت القصف وأنا كنت بحاله أشبه بالقصف , ترا كيف حالهم ؟
بس بحب احكيلكم احمدو الله ألف مرة ” قصدي أنك عايش حياة بتمناها 45 ألف شخص , صحيح نسيت احكيلكم ما شفت ولا بسة اليوم بتعرف ليش ؟ لأن الحياة غير مؤهلة لا لحيوان ولا لإنسان .
اليوم أحلامي كبرت أكتر وأكتر , طمحت أوصل لحملي أكتر , أنا لانا عمري 17 ما بدي أجهزة الكترونية او شبكة انترنت , ما بدي انزل أتسوق و اشتري هاي اللبسة وهداك البنطلون و هاد الفستان , ما بدي أي من هاي المكملات , بحلم فقط بمساواة و عدل و إنسانية تطغى على العالم , بالمناسبة ما عرفت شو بدي أدعي لأدعي …..
الله يكون بعونهم ….