الغباء في الوطن العربي
تشتهر بلاد الغرب بالصناعات التكنولوجية و تشتهر بلاد المشرق بالصناعات الثقيلة و المتوسطة و حتى الخفيفة منها, اما بلادي و يا سلام على بلادي فتشتهر, و الحمدلله على نعمه, بصناعة الغباء و تصديره, بل و حتى تخزينه للمستقبل.
ككل الصناعات نحتاج لمواد أولية للخروج بالصيغة النهائية و الشكل النهائي للسلعة ثم تسويقها و عرضها في الأسواق, أما مكوناتها الأولية فهي ثلاث لا رابعة لها: غباء (جهل) في حالته الأولية, ظلم, و مال. أما عملية التحضير فلها عدة طرق أهمها: مزج الجهل بالمال و سكب الظلم عليه تحت ضغط شديد, الطريقة الثانية هي مزج الظلم بالمال و سكبهما على الجهل و هاتان أهم خلطتان موجودتان في أسواقنا العربية. بعد عملية التحضير نترك المنتج ليجف قليلا و يتجرع من الظلم ما يتغلغل في ثنايات جهله فيملئها غباء فوق غبائها الأولي ثم نعرضها.
نأتي الآن الى منتجنا, ككل السلع يعتمد المنتج و جودته على الشركة المصنعة و ما تستخدمه من مواد أولية, و أذكر هنا و نركز على أهم السلع و أكثرها جودة في بلادنا الغباء السياسي. ان أجود أنواع الغباء هو الغباء السياسي و من أعجب الأمثلة على أصحاب الغباء المتقع الذين يسبحون بحمد الحكّام ليل نهار ثم تراهم يناصرون “المقاومة” و أهلها و يهتفون لهم, لماذا لم يناصر “الهكم” المزعوم الذي تسبحون بحمده اناء الليل و النهار “المقاومة“, سؤال أسأله في العادة لمثل هذه النسخ و أتلقى الاجابة الصاعقة ” لانها الطريقة الوحيدة لمساعدة أهل غزة و ايصال المساعدات لهم” جواب لا تقبله حبة رمان تباع على جوانب الطرق ليقبله عقلي.
النوع الآخر و هو بسوء الأول و هو الغباء من الطراز الأول, عبيد الاستبداد و أعداء الحرية. يأتيك ينادي من بعيد ” احمد الله على الحرية التي أنت فيها, على اﻷمان الذي تنعم فيه, على نعم الحاكم علينا” أوما تعلم أننا لا نعيش شيئا مما تذكر مقارنة مع ما يعيشه آخرون؟ أما تعلم أنا هذه حقوقنا و ليست نعم المستبدين علينا؟ أوما تعلم أنه لو أتيحت لمن تعبد من دون الله الفرصة لسلبنا مما نحن فيه؟ أوما تعلم أنه مع الأيام كل الذي نحن فيه ينقص و ينحدر؟ أما تعلم أننا نعيش دون المستوى الذي تعيشه بعض الحيوانات في كثير من الدول.
في كل دساتير العالم حتى في الدول التي تصنف متخلفة توجد النصوص التي تتكلم عن حرية التعبير عن الرأي و ما على شاكلتها من حقوق الكلام, حتى هنا في العالم العربي موجودة, لكن أبواق الظلام كثيرة, كالغربان تنعق كلما ,سمعت صرير شخص يصدح بالحق, تتحدث بأي شيء تُخوّن, أنت عميل, أنت مدعوم من الغرب, أنت تريد زعزعة استقرار الدولة, انت انت انت, تهاجم, تتهم بسب المولى الأعظم, كالكلاب تنبح بما لا تعرف و هذه من أعظم صور صناعة الغباء بل هي الخلطة المثلى, أعداء للحق بل أعداء لأنفسهم و لكن للأسف هكذا غباء هو مزمن لا شفاء منه.
دعني أعبر عن رأيي دون أن تنهق لي بكلماتك الغبية, دون أن تخوّنني و تصفني بالعمالة, كف نهيقك عني يا غبي.