أتنعتني بالعربيّ؟
كذبوا فقالوا عروبة, غنوها و علموها لأبنائهم منذ الصغر ” بلاد العرب أوطاني, من الشام لبغداد” عن أي عُرْبٍ نتحدث؟ شامنا اغتصبت, بغدادنا خانوها و سلموها, مصرنا بيعت, و من فلسطين السلام و عليك السلام, و ما زلنا نتغنى ببلاد العرب أوطاني؟
عن أي أوطان نتحدث؟ بلادنا قسّمت بيعا, كل ثلة لهم وطن, كل طائفة أنشأت لنفسها وطنا, كثر الخراف و الرعاع, بلادنا ملئت خونة, على رأس كل قطيع خائن, في كل زقاق خائن و ما أكثر الزقاق في بلادنا, خائن و تغني بالعروبة؟
شعوبنا هجّرت, أعراضنا هتكت, أراضينا بيعت,أذنبهم “عروبتهم” أم “عروبتهم” الذنب, و ما زلت تعزف لحن العروبة؟
دمائنا سكبت في الشوارع, جفت دموع السماء من هول مصيبتنا فلم تعد تبكي, و نرقص على خطى العروبة؟.
بما اشتهرت “عروبتنا“؟ كنا لبعضنا اخوانا, كنا نسيّر الجيوش لصرخة أم, لدمعة طفل, لدعوة شيخ, كانت عزة, كانت شهامة كانت رجولة أما الآن فخيانة و ندامة, بئس الخونة. كان يضرب المثل بنخوتنا و رجولتنا و عزتنا و كرمنا و شهامتنا أما في حاضرنا هذا بما؟ راقصة “عربية“, خائن ” عربي“, سكّير و عربيد و مقامر.
ما أرى في “العروبة” سوى شتيمة في هكذا زمن, “أتنعتني بالعربيّ؟” لم يبقى منها سوى اللفظ, ذهبت “عروبتنا” و بقينا نحن.
شو مفهومنا للعروبة ؟ يعني حتى لو مت و قطعت اشلاء سوف ابقى عربي بمعنى ” النسبية ” ,و منطقيا حتى لو شامنا اغتصبت و عراقنا تم خيانتها سوف تبقى كل منهما عربية ! لانها ببساطة عربية ! ربما قصدت عن وحدة العرب , او تضامن العرب , او اي شئ من هذا الكذب لكن المعنى اكثر دقة …
بالنسبة لاخر فقرة , اعتقد ان هذه المظاهر التي تتحدث عنها كانت مظاهر اشتهر فيها ” اسلامنا ” وليس عروبتنا ! الاسلام كان اعم و اشمل من ” عروبة ” … مرة اخرى كون هذا حالنا كعرب لن نصبح اي شي اخر غير عرب ! ف ايضا من وجهة نظري المتواضعة انه ” ذهبت عروبتنا و بقينا نحن ” ليست دقيقة !
عدا عن ذلك النص رائع , مفرداتك و بعض الجمل كان وصفها اكثر من جميل ! اسمتر يا صديقي ….
اخوك عبدالفتاح