يؤلمنا الفراق و يعصر قلوبنا ألما و شوقا, يدمي أعيننا و يؤذينا ينقلنا الى حالة من الفراغ و الشرود الذهني الى عالم حالك السواد عنوانه الضلال, نبدأ بلوم الآخرين و لوم انفسنا و نلوم القدر لجهلنا و لكن معاذ الله أن يدبر لنا خالقنا أمراً فيه اضرار دائم لنا, اعلم ان الله ما أخذ الا ليهب, تلك من سنن الله في الأرض كل شيء يأخذه الله عز و جل و يذهبه من حياتنا لحكمة في سره و ليعوضنا ما هو أفضل.
موقن أن الله ما أخذ من حياتي أحدا الا ليهبني من هو أفضل و يهبه من هو أفضل مني, و لكن ما أن عدتِ الى حياتي بعد قتال عنيف خسرت فيه ما خسرت و قد بدأت تساورني الشكوك حول السبب الذي عدتِ الي لأجله, ما
حكمة الله في ذلك؟ ألم يخرجكِ الله من حياتي ليهب لي من هو أفضل؟
بدأت مسلسل التفكير و التدبر في حكمة ربي من عودتك و تيقنت أني قد تعلمت القتال في سبيل استرجاع ما فقدت و ان كلفني الكثير, خرجتِ كأي شخص عادي و رجعتِ عزيزة و أيّ عزيزة؟! تعلمتُ أن أكافح لراحة من أحب و أن أهبهم نفسي فذلك السبيل الوحيد للحفاظ عليهم, و مع الوقت أدركت أن هبة الله لي هي أنت فما أخرجك من حياتي الا ﻷدرك و أعلم علم اليقين أنّك من أعظم عطايا الله لي و من نعمه العظيمة التي انعمها علي, رحمة منه لي فاللهم اني اسألك أن ترزقها حبي و أن ترزقني حبها.