آسرتي
عندما يمتزج الحياء بالجمال و الأنوثة بالرقي, عندما تجتمع صفات الكمال الانثوي في امرأة, عندما يقف اللسان عاجزا عن الكلام, و تعجز الكلمات عن الوصف تكون هي. أميرة بأناقتها, ملكة بلباقتها, فيلسوفة بانتقاء كلامها, حكيمة في جدالها, بهية المنظر, تشرق كالشمس, تطل كالنجم, تجذب الأنظار أينما ذهبت, ليس لجمالها فحسب بل بسحرها الأخاذ, حسنة الخلق و الخلق, بشرتها الثلج بنصاعته و نقاوته لا يشوبه شيء, شعرها كليلة حالكة الظلمة وجهها القمر الذي يضيء الطريق, عيناها نجوم يستدل بها , حمراء الوجنتين قال بها الشاعر ” اويشبه التفاح حمرة خدها يا عاجزا عن رؤية المصباحِ, كلا و لا البدر الجميل كوجهها اذ اقبلت يوما بغير وشاحِ” ذات سحر بابتسامتها, سحرتني و يا لها من ساحرة. جمعتنا الصدفة و فرقتنا أيادي الغادرين. شاءت الاقدار ان التقينا فكان اجمل لقاء , كانت نورا اضيئت به حياتي, وجدت نفسي فيها, كنت شيئا واصبحت بها شيئا اخر, فاتنة و اي فانتة, بحيائها, بتواضعها, برونقها, بركازتها و بطيبتها.
أسأل نفسي و أُسأل ” من هي يا ترى؟” ” ماذا تعني لك؟” “أين هي الآن؟” “ ماذا حدث؟ الى ما آلت اليه اموركما” , كل سؤال بقصة كل سؤال بحكاية تعجز أن ترويها الكلمات, هي لساكنيها و لمن عاشوها و ليس لأحد آخر ,هي قلبي هي روحي هي من تمنيته رفيقا لي من تمنيته زوجا من تمنيته أما لاطفالي, أردتها لتشاركني كل لحظة, جميلة كانت ام حزينة, أردت أن نقف بجوار بعضنا نجابه ظروف الحياة و نقهرها, أردت ان نعيش لبعضنا , ألاّ نحتاج للآخرين,أراها كاملة و ان لم تكن. ألوم فراقنا وأوقن لما كانت للحياة متعة لو تحققت كل أمانينا. لا أدري ماذا تفعل الآن ولا ماذا أصبحت, أسعيدة هي أم حزينة؟ كيف هي؟ في قلب من سكنت؟ انقطعت حبال وصالنا, لا أدري أين و لكن أسعدها الله حيث ما كانت.
حدث أن احاط بنا حقد الحاسدين وخبث الماكرين وكل من لم تعجبهم سعادتنا فاجتمعت علينا عيون الحسّاد, وطوقتنا الايادي الى ان وصلوا مرادهم فافترقنا, سائلا الله ان يجمعنا مرة اخرى.
دائما أُسأل ما غيرني, كيف كنتَ وكيف أصبحت, كنت قبل لقائها مشردا لا قلب يضمني و يحويني, تائها ضائعا في هذه الدنيا احتاج الى دليل, الى أين؟ لا ادري, فكانت هي خريطتي ودليلي نحو السعادة, نحو النجاح و نحو الراحة, فاصبحت بذلك.
بعد لقياها ذقت السعادة فسألت الله أن تكون زادنا,وعشت راحة البال لا همّ يؤرقني ولا الم شوق الى المجهول يطيح بي و لا و لا و لا…, خلت انها السعادة الابدية فلم تكن بل كان فراقنا, فأدركت انه لا توجد سعادة أبدية الا في جنان رب العباد, ليكون لي درسا في هذه الحياة أنّ الفراق حق على المحبين, ولأتعلم أن أحافظ على ما أملك وأن أقدّر قيمة الأشياء وأن أسعى جاهدا على استرجاع ما هو لي, ليس حبا بالتملك ولكن لصونها و حفظها.