من وجهة نظر رجل
في الآونة الأخيرة شاع النظر في الأمور العاطفية من منظور أنثوي و أهملت الزاوية الذكورية فيه, و نلاحظ الأسلوب الهجومي على الرجل في تلك الأمور و تصويره أنه الجلّاد الظالم الذي ينكل بضحيته شتى أنواع العذاب الروحي. فالرجل بنظر الجميع هو الظالم و المخطئ, هو المحطم للقلوب و مبكيها, هو الخائن بالفطرة, كاذب, متلاعب, خبيث…
من عين الاجحاف النظر الى الرجل تلك النظرة السوداوية المخونة و المكذبة له و المشككة في مشاعره و اقواله, ,فنحن “الرجال” ,و ان ضعف لدينا حس التعبير عن المكنون, نشعر أيضا و نملك الغزير من المشاعر قس على ذلك في كل الأمور العاطفية. المرأة أقدر على التعبير عن مشاعرها فصُوّرت على أنها المجروحة دائما و في المقابل من هو ضعيف التعبير صُوّر على أنه عديم المشاعر و نفي عنه امتلاكها.
نعم نحن نشعر !! نحس بكل شيء و ان فضلنا الكتمان, نبكي و ان أظهرنا الفرح, نحزن و ان أظهرنا السعادة, نكتئب و ان أظهرنا الشدّة, نتعرض لانتكاسات عاطفية و ان اظهرنا اننا بخير, نخاف و ان أظهرنا القوة, نهتم و ان أظهرنا اللامبالاة, ننهك و ان أظهرنا النشاط, نشعر بالوحدة و ان كثر من حولنا الأصدقاء, نُجرح و ان أظهرنا تمام الأمور, أعيدها و أقول, نهتم و ان أظهرنا اللامبالاة, نهتم و ان أظهرنا اللامبالاة, نهتم و ان أظهرنا اللامبالاة, لعل هنالك من يفهم.
عزيزتي التواصل هو القارب الوحيد للوصول الى بحر مشاعرنا فلا تبتغي غير ذلك سبيلا, أما ما تُسَوّل اليك نفسك من طرق فيها التجاهل و المعاداة و المعاندة فهي بغير جدوى لا تغني من جوع, اسألي حين تَحُسّين بوجود أمر ما, تواصلي, تفقديه فذاك أفضل و أسهل ممر الى قلبه فاتخذيه منهجا في حياتك و اعلمي يا حفظك الله أن التجاهل لا يودي بسبيل غير البعد و أن المعاندة تنتهي بالفقد فاحرصي على تجنبها.
المساواة ! على عكس التيار الجاري في هذه الأيام فنحن لا نطالب بالمساواة بين المرأة و الرجل, نريد حقوقا تقابل حقوقكنّ, لنا الحق في اظهار اللامبالاة, لنا الحق بفسحة من الراحة بعيدا عن مفسدات الشعور,لنا الحق في اظهار القوة و ان كان داخلنا هشا, لنا الحق في الجلوس بوحدة, لنا الحق باخفاء حزننا, لنا الحق في الكتمان كما لكن الحق في التعبير, كفاكنّ ظلماً و اعذرننا