في مجتمع يعتبر البوح و التعبير عن الداخل فسق تحاسب عليه, في واقع طغى عليه الكبت و الصمت و فجور المشاعر, يعجز لسانك عن وصف حالك فتلجأ للكتابة, فالكتابة نافذتك و “تنفيستك” تجد فيها بعض الراحة من ذاك الكبت و الفجور, تجد فيها الملجأ من وحشة سجن العواطف,
هذا ظاهر القول في الكتابة أما لبها فهي بوابتك الى جحيم المشاعر تفتح لك ابوابا يصعب اغلاقها تثير في نفسك نارا من الذكريات خلت أنها ركدت تعيد حنينا الى القلب ظننت انك فارقته, تؤجج نار صراعك الداخلي, تحيي جزءا كنت تظنه اندثر ففيك طريقان, طريق يرى في النسيان راحة و ضده من يرى أن الألم درس لا بد من تعلمه ففي كلا الحالتين هو امتحان لا بد من اجتيازه و الكتابة ههنا وسيلتك لتهذيب بل تعذيب نفسك.
نلاحظ ان مجتمعنا يعاني من الكبت, الكبت العاطفي بأجلى صوره حيث يعتبر البوح عن المشاعر من الخطايا التي تحاسب عليها بالانكار و المهاجمة فقلما تجد من يعبر عن مشاعره, فهذه الظاهرة في مجتمعنا, هي من المحرمات, لا تعبر, اكتم اكتم اكتم و انفجر.
ننظر للحزين نظرة شفقة, او نظرة كانه مصاب بمرض نفسي او بشيء من الجنون , “يكفيك دراما يا رجل”, “كن واقعيا“, اه؟ ما الواقعية؟.
ما تلبث أن تهاجم بكل ما ملكوا من ضغينة و حقد, أنت تعبر عما بداخلك, فاسق, مخنث, ها؟ ما دخل رجولتي بقدرتي على افراغ مكنون قلبي, ما دخل رجولتي بقدرتي على التعبير,؟
. يريدونك صنما تخلوا من أي جنس من المشاعر, لا تكن مثلهم, بل عبّر و اكتب و دع القلم ينزف