على الطريق كلامٌ يُلتَقطْ
يكوّن من تفاصيلنا لوحة
ينظف لنا المقاعد
يزرع حولنا العالم
يحرك المارة نحونا
ويرسم خلفنا بستان
–
على الطريق فراشات ملونة
سوّدتها المزارع
شوهتها الحقول
فسارت كما الخطوط البيضاء
تدور الميادين
تلفّ الحواري
تدق قلوب الصبايا
وترفرف بدفء
–
على الطريق ليل حزين
حزين لأنه أسود
في الوقت الذي كان عليه أن يكون قمراً
في الدقيقة الحاضرة
في اللحظة التي لا تنتظر أحد
ولا تلمع من أجلها النجوم
–
على الطريق مدن تحلم
يطير في شوارعها هواء نظيف
يحلّق على التفاصيل
يداعب أمنيات الصغار ويعدهم بالمزيد
يقول للعالم:
أيها العاجز
أيها الضعيف
أنت أضعف من أن تكون فيَ
–
على الطريق وقت ضائع
يخلق من أصابعه لحظاتنا القريبة
يترّبص بنا عند كل قطار/ قبل كل خطوة/ خلف كل دقيقة
ليودعها في جيوبنا
ويطفئ النور عليها
وينام..
–
على الطريق أشجار موبوءة
تئن داخل جذورها الميتة
تُريد أن تخرج
أن تحرر جناح عصافيرها وتطير
أن تقطع الوسائل وتهدم البيوت
أن تعيق المسافات
أن تهزّ الريح وتحكي للعالم عن التي دُفنت بأغصانها هنا
ولم يعد يتكئ على هشاشتها أحد
–
على الطريق فرح قليل
فرح خَربْ،
يضيع في الحروب
ينتصر ويُهزم
يجمّع الحكايا في سلته
ويفرشها تحت أقدامه
ويسير
–
على الطريق قلبي
هادئ ، خفيف
ينظر إلى كلّ هذا
ويبارك النور الذي بين يديك
وينام فيه