نقول كثيراً ونسأل القلب لماذا يفكر, هناك حيث يوجد من الأماني نوافير كلام, نوارس تحلق بأحلامه فوقها, نؤجل الحدث لنكتب عن تساؤلاتهم قبل خوضنا فيه, هذا الخوف الذي يقبع في أعماقنا كعصفور وحيد, هناك حين حلمنا بأن لا يشوه طول مسافاتنا جناحه.
__
الأماكن مبهمة,
وحدها الوجوه بهجة الذاكرة,
أبحث عنها في روحي، وفي روحي تسير معتلة,
وكمثل ورقة شجر أود التقاطها, أغلق الجهات عليها, أحدّها
وكمن يجد ضآلته أمعن النظر إليها، فأجدها كلها روحي.
__
أفكر كثيراً وأقول للقلب لماذا لا تقول؟
__
“اشتقت لك..” وكم وددت أن أخبرك بأنني حين قلتها كان الجواب بـ “اشتاقت لك الحياة,حياتي يا حبيبي”..
كم من حياة أشتاق فيها لك؟ وكم من “أننا” سبقت كل اشتياق وكل كنا وكل حين؟ أنا التي تعرف “بأن الحب بسيط كالزنابق، كمطر الربيع، كسماء زرقاء” ومثلهم أخاف, أخافهم مثل مسجدٍ مهجور، يمر عليه ساكنيه دونما صلاة ودونما شفقة ودونما سلام, هذا الذي سيحتدّون عليّ لأجله, سيقولون كفر، عيب، حرام.
سيخدشوننا كما لو كانوا يحملون مسامير تحت جلودهم, يستبدلونها ويدقونها في أقدامنا, أقدامنا التي كانت تسافر إلى مهجورهم في الخفاء, وبخطواتها تحييه.
__
و مثلما نرى في المفارق دروبنا, أراني هناك
ومثلما تراك في وسيلتي، لا أتطلع إلى غاية
أي غاية تهمنا في سلام دروبنا, نسير خفافاً كما لو أننا حشدنا الوجوه كلها في آلة حيّة تسمى الطريق
وانسى اللقاء
ماذا يعني لقاء؟
وانسى الصوت
ماذا يعني صوت؟
وحين أفكر في “ما الذي على هذه الأرض يمكن أن يكون أكثر ترفاً من: أريكة وكتابة وكوب من القهوة؟” أقول: الكتابة إليك.
__
يا صانع الغنج في ضحكات الصبايا, يا واهب الحب لقلوبهن
يا صانع الأمل والنور والضفائر المتراصة في طفولتهن كسور متين
اصغِ إليهن, هن اللاتي فقدن حاسة السمع, ومثل وجهة ثابتة قرّب الصوت إليهن, صوت شموسهن التي لا تحرق ورودهن وخضرتها, صوت بحارك بكل من غرق فيهن قبل آوانه, وصوت الضمة يا الله, ضمتك, بكل ما فيك من حُلوها, وبكل ما فيهن من حياة.