وحين لا ينفعنا الفرح نجرب مقاسات الأيام على مزاجيتنا, سيحدث أن نبتسم ونضحك ونرافق الأصدقاء، سيحدث أن نمطر العالم الأخضر على صباحاتهم وندفش هذا الأرق عنها، سيحدث أن نسقط كذلك رغم أننا كنا على بعد خطوة واحدة من الشمس, مساحات كثيرة تأخذ من براحنا وتغطيّه بالضيق حتى نصل إلى توقع التوقف حتى عن التنفس.
هل تتوقعين أننا سنتوقف؟
عني، فلا أظن.
أنا أحتاج فقط إلى الصوت العالي لدرجة أن أصاب وأصيب كل من حولي بالصداع، أحتاج أن أتوقف عن الدوران حول الأرض التي تدور بدورها حول نفسها غير مكترثة بالدوران الذي سببته لي حتى هذه الجملة في كتابتها, أحتاج أن أفش خلقي في وجه اليوم الكئيب الخالي منك وأتمرد عليه وأخبره بثقة كاملة بأني اليوم سأجلس في سريري وأستمع إلى موسيقى هادئة وأتعلم رقصة أهل التبت حين كان العدو خلف الباب يقرع أرواحهم ويستعمرها, سأتناسي للحظة واحدة كل خلافاتنا, سأخرس صوت الضمير, سأوهم نفسي بأنك تبتسمين الآن لي, وسأستبدل “لا” بنعم تلك ال”لا” التي أتت كاجابة منكِ على آخر سؤال.
حسناً، وسأقرر أن أتناول وجبة دسمة جداً، أتشاركيني؟
ما رأيك في شوكلاته تحتوي على كل مكسرات العالم؟
تعالي، سنجنّ, وأنا سأعدك بأن لا أكترث بكل الوقت الذي ضاع, بكل مرة خذلت بها نفسي وخذلتك بها أكثر, تعالي فإن أي يوم قد يكون الصباح الذي على الدنيا فيه أن تقبض على مجرى تنفسنا لتفرز؛ من منا تنفس أقل ومن إحتال على الكون وأخذ حصة أكبر.
ثم أن هذا الكلام يصيبني بال، ب.. بأن فشة الخلق تحتاج إلى وجهك الآن حتى تري العالم الأبيض في عيني وهو يتلون في طريقه إلى الكلام ويتبدل في وجه الذين بلون قلبكِ الشفاف لأنه إصطدم بمزاجية العالم مضافة لها مزاجيتي السيئة فأغضبه وعاقبه بها.
وكيف لنا أن نتخطى الآخرين يا شروق؟
كيف لي أن أتخطاكِ؟
أن أتخطى صوت الله الذي لا يخرج سوى منكِ هو ليس بمسموع لكنه محسوس.
في قلبي الكثير يا حبيبة روحي، في قلبي الكثير ليقال وآخر يحاول أن ينتهز الأيام بطريقة تليق, وأخير يتدرب على التأنق جيداً لأن غداً سيكون منحنياً لأجلكِ.