مرتي الأولى و الأخيرة, على الأقل بالنسبة لي.
-1-
مازلت أجهل كيف أصافح الأصدقاء الغرباء بغير قلبي, ولا أبتسم ولو رغماً عني لإلتفاتة و نبرة صوت وقحة من أحدهم, ولا أعرف كيف أتقبل الطارئ و المفاجات دون أن أحتاج لدقيقة تفصلني عن أي موقف قادم, لأعيد ترتيب داخلي كي يناسب مع ما بالخارج.
-2-
صديقي أتعرف كم هو منهك أن تكون وسط زحام يلتفت كلهُ لك؟
والوهم الذي يقولونه هو في رأسي الآن ينبض و يمد ذراعيه و يأسرني به, هو حريتي كذلك.
-3-
أتوسع من الداخل و اتشكل كما لو أني سحابة تفتتها ريح و يجمدها رشة مطر.
أعرف كيف أُجالسني و أنفرد بي
و أتحدث على لساني و أصادقني و أهجرني
و أبدل نكهة قهوتي دون أن يصيبني حنين,
أعرف كيف ابتسم لنفسي و أسابقها للصباح
و أراضي ليلها بأغنية وصورة
و أستيقظ معها في منتصف الظلام
أربت على كتفٍ و أُقبل آخر و أهدهدها حتى تهدأ,
أعرف كيف أنزوي لمكان أقرأ فيه كتاب خبأته بين كتب الجامعة
و أصافح أوجه الناس
و ابتسم لغرباء لا أعلق معهم لأكثر من ثانية
و أنساهم و أنا مازلت أحتفظ بالابتسامة,
ومازلت أعرف كيف أُشكل أسباب الحياة كل صباح
كأنه يومي الأول عليها و أصادق حزن عابر ما أنكرته مره لكنه أنكرني.
-4-
صديقي لماذا ننفق حياتنا في فهم ما لا نُحب وهو – عابر- لا يناسب قلوبنا ؟
لا يعنني كثيرا ستر عيوبي بقدر استمتاعي ببدائيتي أمامها و فطرتها الأولى أمامي
أن نخوض تجربة داخلية أكثر من أي شيء آخر ,
ما يعنني صدقا أن أسرف فيما أحب
هذا الكمال المتعمد الذي يقولون عنه هو قفص ثقيل جداً على قلبي
يٌنقص متعة الحياة و الحوار مع أنفسنا و الآخر الساذج أمامنا الساكن فينا
و وهج الأوائل التي نسبق وقت أو موقف إليها حتى لا نبدو أغبياء .
العيب أن نخشى حالة النقصان ولا نبتسم اذ رآنا و رآيناه فينا وحتى تنطفئ معرفته.
صرآحة عجبتني كتيير خاطرتك ♥ (y)
بستنى أقرأ لك كمان وكمان D:
شكراً غيداء, أسعدتني كلماتك.
تعجبني نصوصك وخواطركِ هنا أيضاً.
: )