وهذه القدرة على المضي، المضي سريعاً، بقدم واحدة وعلى اتساع خطوة نخطوها نحو الوجود.وجودنا,آمالنا التي عُجنت كثيراً في سير ضيق ضئيل, في اتجاه غير اتجاهه, آمالنا التي ومن شدة ما ملنا عليها، اتخذت شكل حفرة وضمتنا, آمالنا التي لم تختر أن تنكسر بانكسارنا, بل شدّت على انكسارها وضمتنا.
هذه القدرة يا رب كيف لها أن تختفي ومثل يد حانية تعود, هذه اللحظة الصامدة في أعيننا, بيضاء لا يخدشها ضيق نظرة أو حدود.هذه القدرة التي تفتقدنا كأي هبة ورّدها الله, وأحاطها بعشب قوتنا, عشبنا الذي عزّ عليه أن نحوله إلى مفارق في عالم بلا طريق.
القدرة التي تخطو في اتجاهنا معنا إذا ما اتجهنا نحو النجاة.أي نجاة؟ لا تعرف لكنها تختار أن تسير, تختارنا دون رغبة الوصول, بل لتنحت دلائل ضحكاتنا علامات في وجه كل من لحق بنا ومسح بعدنا الطريق.