لأننا لا نخلع رؤوسنا عنا آخر النهار
_
الأيام المعقدة، شديدة التفاهة والتكرار، التي لاتفهم منها شيئاً، التي تصير أنت نفسك شريط من النوم أو الاكتئاب أو العمل المتواصل، بلا أي روشتات طبية أو مساعدة.
التي يستحيل فيها أن ترى أي شىء يلوح لك من بعيد على سبيل نزهة مسائية. التي تصيبك فيها كل الروائح -الجيدة منها والفاسدة- بألم في المعدة. التي تكتب فيها قصيدة شعرية تعلم أنها -في كل الأحوال- محض كلمات مركبة ساقها عنصر الوقت والحدث المشؤوم إلى عندك، تحت عينيك، على ورقة مطوية داخل جيبك.
التي لاتطيق فيها سماع صوت الموسيقى ولا الأطعمة ولا العالم في الخارج. التي تصير فيها بطيئاً كزعنفة سمكة مريضة، والتي تكتفي فيها بالنظر إلى الساعة دون تغير ماحولك.
هذه الأيام ستكون تجسيد حي لأسوأ الأفكار التي خطرت للبشرية، وعليك أن تتخذ وضعية التفاهة حينها.
مصابون بالحب، وفزع النجاة، ومقاييس الحياة الحديثة، والتعب كأمر جاد لايحدث كثيراً، والتلويح بالرأس لأننا لانملك الكثير لقوله.
فليرحمنا أي شىء هنا، و لو كان سلماً مكسوراً نجده أمامنا بعد وقوف اضطراري في المصعد.
_
كل السخافات جاءت بداية كون قلوبنا الهشة لم تستطع المرور خلال لوحة مثبتة بمسمار صلب، وفضلت الوقوف للتأمل.
_
في ليلة كهذه، قبل سبعة عشر سنة أوقعت كأس الماء من يدي في المطبخ ولم أعبأ باسمه أو ببقاياه على الأرض وذهبت للنوم. واليوم بعد سبعة عشر سنة أوقعت نفسي على الأرض ولم أعبأ باسمي أو بشظاياي على الأرض و الجدار.
_
الأحلام متعبة
– دعها تنام الآن!
“أخاف أن تموت”
– حتى وإن ماتت,
يوماً ما، كلنا سنموت ونلاقي نفس مصيرها
على الأقل،
بعد موتها
لن ننتظر شيئا!