مساحة هائلة داخلك من الفراغ, غير المؤلم
يملؤك لحافتك
و يفيض
تناحة مغلفة بالامبالاة
ثم تشعر بجسدك -أو لا تشعر به- روحك, قلبك و عقلك في مكان من اللاشعور
أطرافك باردة
قلبك صامت
روحك لا تنبض
و عقلك قد استقال
لا تستطيع لمس أي شعور, أي شعور مُسمي أو محدد
لا فرح, لا حزن, لا غضب ولا لعن
لا شيء.
قد يوصف جزء من الحالة بتقبل كامل وتام لكل حدث و تفصيلة في يومك, لكنه ليس تقبل, أنت فقط لا تبالي
لا تبالي بملابسك غير المرتبة, بمشاجراتك المستمرة مع أصدقائك, بسخافات بعض من حولك, بملامحك التائهة وسط عتمة مما قد يصفه الآخرون عدم اكتراث أو بلاهة ولكنك لا تجد له أي مسمي.
تستيقظ بلا شعور, قد لا تغسل وجهك و هذا لن يهمك!
ترتدي ملابسك بلا شعور, تقابل أناس تعرفهم -و أخرون لا تعرفهم- و قد لا تلقي التحية.
تسقط عنك الواجبات الاجتماعية و اللباقة و اللياقة و الأدب -أو تُسقطها أنت عن غير قصد- تنظر في المرآة و لا تصنف الشخص الذي تراه.
قد تحاول في لحظات تغيير الحالة
قد تحاول إكراه نفسك على الشعور بالطاقة
قد تصفق و تتراقص في الشارع
قد تحاول “جَر شَكل” أصدقائك
قد تحاول مراجعة تفاصيل لوحة أو صورة في محاولة بحث فاشلة عن تفاصيل تلمسك
لا شيء يلمسك
أنت مُحَصن
حالتك لن تزعجك, قد تزعج من حولك و ترهقهم
لن تبالي
و إذا عاتبك أحدهم عتاباً لطيفاً لن ترد.
و الحسابات تسقط جميعها
لا تبالي بها
لن تهتم بالصباح وترعاه كالسابق
لن تهتم بالمنبه في هاتفك حين يعلن أنك يجب أن تستيقظ للخروج إلي العالم و مزاولة “نشاطاتك” لماذا افترض المنبه أنك نمت أصلاً. حتي يقرر أن يوقظك؟