الـمحب لا يستطيع الكتمان
إنها حقيقة مشاهدة: المحب لا يستطيع الكتمان. تراه يريد أن يبوح لصديقه، لأمه، لأخيه أو لأخته…
يصطنع مع احدهم موضوعا ليس هو هدفه ليصل منه إلى التعبير عن الحب الذي وقع في قلبه.
ينتظر من صديقه أن يسأله ويستفصل ليبوح له أكثر.
يجد متعة في التعبير عن حبه…ظن أنه ببوحه سينفس، وإذا بالمحبة تتأجج أكثر!
ولأجل هذا نُظمت القصائد وقال الشعر من ليس بشاعر !
ليست نقطتي هنا هل هذا الحب مشروع أم لا…هل أدى إلى زواج طاهر أم زلل…
هل عليه أن يتغافل عن حبه هذا ويطفئ جذوته إن كان في غير محله أو لا يستطيع أن يحظى بما يريد…
إنما هو تقرير حقيقة: أن المحب لا يستطيع الكتمان.
فكيف بالمحبة العلوية التعبدية النقية…محبة الله عز وجل؟!
((والذين آمنوا أشد حبا لله))
هل يُتصور أن تحب الله ثم تستطيع كتمان حبك؟!
أليست الحقيقة أنه لا بد لهذا الحب أن يظهر؟
ألا يجدر بك أن تظهر هذه المحبة باستمرار وتجد متعة ولذة فائقة في إظهارها؟
عندما يطرح الحديث عن تميز المسلم بمظهره يجده بعضنا حملا ثقيلا! يجدها “ضريبة” شاقة للـــ”التزام”…
بينما المحب يجدها متعة هو مدفوع إليها دفعا…يستعلن بأنه يحب الله تعالى ويحب رسوله صلى الله عليه وسلم.
هل يُعقل أيها المسلمون ألا يستطيع الواحد التمييز بين عبد الرحمن وعبد الشيطان…لا أقصد عبد الشيطان مجازا بل حقيقة! أقصد فرقة عباد الشياطين! أليس كلاهما يلبس آخر موضات البلاطين ويحلق آخر موضات الحلقات ويتصرف بشكل متشابه ما لم تنبش عن معتقد كل منهما؟!
أيُعقل يا ابنة الإسلام ألا يمكن التفريق بينك وبين من لا تعترف بنبيك ولا بالقرآن؟!
لا تنظر إلى الهدي الظاهر وإبداء الاعتزاز بالهوية الإسلامية على أنه “تكليف” صعب، بل هو قبل كل شيء تعبير عن محبة صادقة. فالمحب…لا يستطيع الكتمان.