عقلٌ ينبض بعقل, و يشعُر بعقل, و يمشي بعقل.
عقلٌ بعينين و فم و أنف و أذنين.
هذه الشخصيّة من أصعب ما يمُرّ عليكَ الآن… شديدُ الحذر على قلبِه.. أقصد عقله.. أقصد قلبه المُندس خلف مئات جُدران من العقول.
يَزِنُ الكلمة ألفَ مرّةٍ قبل قولها… تمشي الكلمة و كأنها تلبسُ بدلةً سوداء.. حتّّى أنها في كُل اعادةٍ لوزنها تفقد شيئاً مِن مُلامستها للقلب .. شيئاً فشيئاً فتغدو الكلمةُ عقلاً, عقلاً يتكلم 28 عقل… بواسطة عقل ليصلَ الى عدّة عقول.
كيف استطاع الوصول الى هذه المرحلة, كيف أجاد لعب هذا الدور, أتخيّله بتلكَ الصورة:
بعقلٍ يجلس على الكرسي يغوصُ في داخله… يُمسِك قلماً… يُعبئه بحبر… يُسقِطُ القلم على الورقة… فيبدأ العقل بالكتابة..
تصيبُني هيروشيما الضحك…
بل نوبةُ اليأس..
يُتعِبُني قلمُه..
من يُصدّق أنّ 28 حرفاً تتّسعُ لِكُلّ تلكَ الرزانةِ و الرّسمية…كيفَ يحتمل قلبها الاختناقَ بين السطور ليروي ظمأه.
رُبّما أبالغ..
نعم أنا أبالغ.. ليست القصة بهذه الصورة..
لكنك لا تستطيع لوم قلم يكتب بحبر القلب.