أحيا فيكِ..
الاهداء …
الى روح أمي ..الى قلبها الحاضر بحنانه المتجدد بيننا..
الواقف عن النبض ..فاقد الحياة..
آخذ حياتي ورونقها معه..
الساكن داخلي والمتربع في اعماق اعماقي..
الى طيفها ..الى سريرها الخالي..
وخواتمها الذهبية التي تستدير حول أصابعي ..
اليك غاليتي..
اليك أمي..
**مستوحاة من قصة حقيقية “ليست أنا”
**************************
************************************************
****************************************
قبل فصل من الآن في مثل هذا اليوم..
كنتِ..
وكنتُ أنا من رسم الابتسامة على وجهك..فصفق قلبُك فَرِحاً..
لم يكن بمقدورك التنفس مثلنا..فقد انتشرت طيبة قلبك وباءً..وحلّ برئتيك تليّف منعك القدرة على استنشاق هواء أرضنا..
كثيراً ما حنّ قلبك لبلادنا واستذكرتِ حديقة دارك..
وأشجار المشمش حيث كنت تستظلين وتمسكين الريشة والألوان وترسمي..
كم أحببت رسوماتك! وكم أرعشني نقاء الألوان وصفاؤها بين أناملك..
أعشق روحك ..واعشق الحياة حين كنتِ فيها..
أتعلمين!
ما زلتُ أحيا بك..وما زال فيّ كبراؤك..
رائحة الصمود والعزة .. ارسمها اذا ما قلتُ أو تحركت..
أمَا قلت:ما زلت أحيا بك!! كما كنتِ تحيين بوطنكِ وأنت في غيره..
لكني لستُ بغيرك..أنا دونك..وأحيا بك!!
سبحان من أوجد الحياة والموت,ليجعل التناقض هوائي الذي أتنفسه
ويجعلني أحيا..
ملّني الانسجام مع اني لم أكن حينما كان..
مذ بدأت تظهر عليك علامات المرض..لم أجد ريح الفرح..حتى وصلتِ الى ما تركتينا عليه..
حتى في ابتسامتك يوم ظهرت نتيجة فصلي الاول..فقد احتوت حسرة غشيت فرحي
اذ منعك المرض من رسم فرحتك الا بابتسامة..
لقد كان نجاح صديقتي هيا دفعة لي ..وأمدني بطاقة روحية..
فان الحياة لا بد أن تمضي ولا بد لي من توضيح معالمها بريشتي ..
انا اللوحة ..
الالوان من القدر لكن الرسمة ستكون بأقلامي ..برصاصاتي وحبري..
هيا..كانت وما زالت اسطورة شارعنا..بمعدلها الذي فاق التوقعات!
لم يتخيل احدنا ان تصل اليه..حتى نفسها..
أشك في انها كانت تؤمن أو تضع في احتمالاتها انها يمكن أن تحصل عليه..وان كانت تقدر ..
لقد مرنتنا الحياة على توقع الأقل ..فلا نتأمل ولا نصدم..وهكذا فعلنا..
لقد شاركتني الرقص على غير عادتها..فهي لا تتقن شيئا الا دراستها!!
لقد شاركتني الفرحة كما أريدها..لأجل خاطري!!
كل هذا لغيابك أمي فلو كنتِ لما كان خاطري مكسورا ولما تفنن كل منهم بجبره ..بطريقته الخاصة..
مع علمهم ان كسر الفؤاد لا يجبر..
أنا الان يا أمي ارسم.
.ارسم ابتسامة زائفة بزيف حدود عيني وطول رموشي!
فقد حملتني الحفلة لتزيينهما ورسم الفرحة على وجهي..وقلبي يبكي دماء..
هو السائل الذي يسري في..به أعبر عن موتي وقلة حيلتي..
لقد فقدتك!!فقدتك في فصلي الثاني وقبل بداية الفصل الاول فقدت ابي..وبفقدكم..
فقدت اطلالة اخوالي واعمامي ..لم يحفظوا عهدك او وصيتك..نعم تركونا وحدنا..
أرادوا لنا الانكسار بغير ما احييتنا..
لقد ادمنت العزة..فلا احيا الا بكبريائي..كما يراني الجميع..
ارقص وأحيي الحفل..وانثر الورود ..
فانا العروس وانا امها..وانا اخوالها واعمامها واجدادها.. وانا النصف الاخر من الحضور..
انا الان أحيي جاراتنا ..فانا سيدة البيت..واحيي صديقاتي..فانا صاحبة الحفل..
وانا من فقدتُ ابي وامي..
وانا توجيهي..
ناجحة بمعدل فاق التوقعات..ارضيتكم..لكنكم لم ترضوني بالحضور..
وحيدا فردا شقيا..
واخوتي..منكسرات مثلي..غير اني احمل انكساراتهم..فانا سيدة البيت..وام الصغار وابنة الكبار!!
بعد ان كنت المدللة!!
كنت دلال البيت..والان ..
لم يبق سوى ذكرى بيت!!
ومع هذا فاننا نحتفل ونرقص..فانا احيا بك وبابي..
ابي الذي فقد صحته وهو يقول لنؤمّن مستقبل الاولاد!!
ما بالك يا ابي..عن اي مستقبل تتحدث..
لا أنت ولا امي..
نحاول جهدنا تأمين يوم بيوم…
تخرّج اخي ..وفصل للاخر فيتخرج..محاسب بلا عمل ومهندس مدني على مقاعد الدراسة ويعمل..
وانا سأدرس..هي وصية من أرتدي لونها..
كما لو كنت حبة مشمش تُغري بالرواية وسرد القصص..
كلما امسكتِ احداهنّ بدأتِ تقصين حكايات أرضك وبلادك!!
وأنا كذلك ..
سأرتدي المشمش..
كلما أردت ان اقص حكاياتي فيكِ..
سأرتدي المشمش !!
ياااه .. رائــــعة ..
فخورةٌ أنـــا بكِ ♥
رآآئعة ،، دام قلمك نابضاً ..