أمسك بطرف حلمي , و أسير متبخترةً به .
أُصيّره نورسًا فيحلق في مسافة السماء , يغوص في أعماق البحر الذي يسكنني , ثم تبعده أمواج بعثرتي على شاطئٍ وحيد يشبهني في حادثة مد .
أُصيّره ياسمينةً , فتغمز لي برائحتها , وتغري سقف الأمنيات بموسيقى أنوثتها ,تسحره ثم يميل إلى زاوية السحر فيها , ثم يتراقصان على الجزء الفارغ في قلبي , والذي يحمل أصداء أصواتٍ كانت هنا ذات همسة ثم سكتت .
أصيّره غيمةً , فتلوّح للأغنيات القادمة من رحم وردةٍ , زرعتها بذرةً في طينتي ذات طفولة , وكبرت مع أحلامي الكثيرة وكبرت معهم , وباتت تنجب لي أغنياتٍ تحمل رائحتي , وبعضًا من شرود جفني .
أُصيّره قاربًا أبيضًا , فيتمرد على الدوامات وغضب عمق بحري فيها , تارةً يرتكز على شماعة قمر سماوي وتارةً يتعثر بابتهالات الذكريات ورسائلها المُلقاة في قنينةٍ خضراء تلونت بعمقي بالأبيض .
النورس والياسمينة والغيمة والقارب الأبيض ..
كلها ترتديني , ترتدي الأبيض الذي يسطع في قلبي وتمشي على مهلها , تحوط بي وبحلمي ..
فإن اشتاق الحلم لأن يطير بعيدًا ,يرتديه النورس ويطير تارةً به , يغوص به تارةً أخرى في عمقي ..
و إن اشتاق لأن يتلصص على قلبي , يرتدي أغصان ياسمينتي , ويلوّح لي بعبق رائحته على ضفة روحي ..
و إن اشتاق لأن يتطهر ,يرتدي غيمة سمائي , ويسير فوقي لـ يُمطرني بطهرٍ يحمل بضعًا مني ..
و إن اشتاق لصوتي , يرتدي بياض القارب , ويترنح على موج حنجرتي لينصت لـ همسي وهذياني ..
وكلها تشبهني ,, كلها تحملني ,, تحمل بياضًا يشبه بياض الحلم في قلبي ,, وكلما أصرّيت على كتابتها ,, تصرّ هي على أن ترافقني وتقرؤني .