فكرة تراود فكرة آخرى ، وهكذا إلى أن تتسع دائرة اﻷفكار المبعثرة هنا وهناك ، وتتقاذق من مكان إلى مكان ، لا مكان محدد لها من الوجود ، ثبعتر وجود اﻹنسان ، يصبح كاﻷعمى الذي لا يجد مسلكه بوضوح ،أفكار بلا معنى ، بلا جدوى ، ربما تقود اﻹنسان إلى طريق مغلق لا فرار منه ، طريق صعب الوصف لكن لونه أسود ، ذاك السواد الغامق ، لا ينفك عن أصله ، أي حالة يوصف بها ذاك اﻹنسان السوداوي ؟!
وأي أفكار تجعل اﻹنسان يوصف بذاك الوصف “السوداوي” ؟وأين هو من معنى الوجود ؟
وكأنه دون حياة ،موجود في معنى معدوم الوجود ، منفصلا عن ذاته ، أصبح لا يعرف نفسه ، أهو حقا موجود ؟
أم أنه غير موجود باﻷصل ؟
هو موجود لكن صوت الوجود باهت خفي ، يفتقد صفة الجلي ، يبحث عن سبر نفسه المشتتة الهالكة ، وأي هلاك صنعت بروحه تلك اﻷفكار ؟
إلى أن ضاقت دائرة وجوده في هذا العالم المأسور باﻷفكار السجينة ..