و أنحني و ننحني .. و يبقى الوطن ..
و كيف أنك لا تستطيع أن تجد الشمس في منتصف الليل
فكيف بك تجد وطنا في قعر الاحتلال ؟
و يبقى السؤال متى بنا نعود و متى يعود الوطن ؟
و أرانا نراه قضية .. و أي وطن ذاك الذي تفصلنا عنه قضية و قرار مجلس أريد له أن يكون عنوة دونما ارتضاء ..
و يسألنا غسان و يسأل صفية عن الوطن .. و يكون الوطن هو أن لا يحدث ذلك كله .. أن لا نموت .. أن لا نهجر .. أن لا نبتئس ! و أن تكون العودة حقيقة لا أمل .. و أن نصف الوطن بأم أعيننا لا كم نتخيله و كما قرأنا عنه و كما نسجته عقولنا .. و أن نرتدي الكوفية من تراب الأرض .. من تراب الغضب ..
و أن يكون صمت الوطن هو صراخ الأرض ..
و يغيظني كيف أننا نحصر الوطن بين دفتي جريدة تتكلم بؤسا و غيظا و احتلالا و حرقة عن الوطن .. و تنسينا عين الجمال فيه .. و تجعلنا نتذكر الوطن كقضية ألم .. رغم أنها قضية ارتباط ..
ترتبط عندما ترى أن المهجرين هم الأكثر حديثا عن الوطن .. و الأكثر ثورة .. و الأكثر نبضا .. و الأكثر إيمانا بالعودة حقا لا أمل !
و الأكثر شوقا لأرض لم يشم رائحتها قط ..
و إنني أشتاق .. أشتاق و أحترق و يعلو الشوق بي .. و لا أعلم لذلك سبيلا إلا ..
إلا نغم كلمات رصفتها سبيلا يصلني بالأرض .. و بسماء الأرض .. و بقلبها ..
و تسقط الأجساد سبيلا ليقظة روح الأرض .. علها تتقد .. و عل شراسة الغياب تكون ثورة . . و رغم أن الثورات في زمننا مقيتة بائسة ..
لكنها عندما تتعلق بالأرض .. بالوطن .. بفلسطين ..
فإنها لنعم الثورة ..
و تبقى مأساتي و مأساتك أن كلانا يعشق الوطن .. و لكن كلانا مهجر ! مهجر جسد أو مهجر روح .. رغم أنني أميل لتهجير الجسد .. أقلها الروح أحيا و أكمل ..
و مأساتنا الكبرى .. و طامتنا الكاملة .. أننا عاجزون أمام وصف الوطن ..
فإما أن نصفه أرض . . و إما أن نصفه عرض .. و لك البقية ..
و سأظل أناضل لاسترجاع وطن أؤمن أن لي فيه غيمة و باب و مفتاح و روح تنتظرني لأتقمصها و أحيا …
و أنحني و ننحني .. و يبقى الوطن ..