عن النفسيات التي وجب عليك عشرتها و سيتوجب عليك ، عن البشري و الظان أنه بشري ، و عن كل نفس ظنت أنها إن تكبرت استنفر الكون حولها !
و عن كل من ظن أن الاكتئاب صنعة ما لا صنعة له ، و أن التحطيم صراحة ! و أن الإيمان بالواقع لدرجة دحض الخيال يقين ، عن كل نفس ما عرفت الدنيا و ما أعطتها حقها و ما فهم الدين فعلا و ما استغله قبل زوال الدين و الدنيا ..
عن من خرج من الدنيا و ما فعل ما يتوجب عليه فعله فيها ! و ما أوصل رسالة خلق لأجلها و ما ترك بصمة في ذاته و لا في غيره من ذوات ، عن الذي لم يتغير و لم يغير و لم يحاول و لم يجرب !
و أخص بالحديث ذاك الذي سقط و ما قام بعدها ! و ما استغل السقطة بأن تقويه في وقفته بعدها ! عن الذي فشل و لم يأخذ الفشل ذريعا للنجاح ! عن الذي ما اتخذ كل سيء طريقه للأفضل و أضاع عمره في التحسر على ما فات و ما مضى و التعمق في زوبعة السقوط و الحزن و الفشل و اتخاذ الدمار في أسمى آياته ! و التوحد بينه و بين نفسه إلى أن يتحول للا بشري ، لا يمسه من المشاعر فيض و لا يدنو منه إحساس و يتفنن في الحزن و الهم و الاكتئاب .
عن المحتل فكريا ، و ما حاول ليعرف ما هية التعامل مع عقله ! و عن الذي صدق التصنيف البشري لذكي و غبي ! حقيقة الأمر ليس هناك ذكي و غبي و لكن هناك من أعمل عقله في التفكير ضعف غيره ! و عن الذي صدق كذلك أن المبدع و الموهوب هو كذلك دون غيره و ما عرف أن الإبداع يعلّم ! و أنك لتبدع في شيء ما ما عليك إلا أن تقضي 10000 ساعة في ممارسته و فعليا 10000 لا تساوي شيئا من كم الساعات التي نقضيها أو فعليا لا نقضيها بفعل شيء و لا تذهب إلا هباء مع الريح !
عن عمرك الذي تقضيه هكذا دونما تفكير بالنعمة التي أنت بها و كيف أنك تقوى على ما لا يقوى عليك غيره ، و عن عدد كلمات الزجر التي أطلقها لسانك و سببت فيها الدنيا و من عليها دون تبرير مقنع لذلك سوى أنك غاضب بعض الشيء !
أينك من المشلول و أينك من الفقير و المبتلى و المريض و أينك من الكافر ! أينك منهم كلهم إذ سقطت و لم تقف من أول تجربة في حياتك ..
عن الهبات التي نحن فيها و ما عرفناها و لا فهمناها ! كفاك هبة أنك آدمي بعقل ! انظر حولك و لن تجد إلا أشياء كلها من صنع آدمي و من إبداع آدمي !
فكيف بك قدم على هذا الكوكب و ما لك من التغيير نصيب !
و فكرة أن الأفكار انتهت و الإبداع قد أقفل بابه ما هي إلا تبرير لكي لا تعمل ، و لكنك ستكتشف بعد ذلك أن ذلك ما هو إلا وسيلة لتنغمس أكثر في ترهات الدنيا و الانسياق مع الكآبة و الحزن و اتخاذه طريقا تسلكه ! ..
خلاصة الأمر !
قف !
تدبر تأمل فكر تمهل ، جرب ، حاول اسقط افشل ، قم و اسقط مرة أخرى حتى تنجح ، لا تحزن ما وجدنا على هذه الأرض لنضيع وقتنا في الحزن و الوقوف على الأطلال ، فما بقي أقل من ذاك الذي فات فلا تهلكه بالتفكير فيما مضى و فكر بالآتي و اعمل له و اصنعه و احلم و اجعل الحلم واقعا و لا تصدق مقولة أن الحلم حلم ! مجرد وجود في هذه الدنيا فذاك إيحاء بأن الحلم قابل للتحقيق ، لا تترك نفسك لتذبل و جددها كلما رأيتها تدنو من غياهب الضياع و السقوط ، غيّر و جرب كل ما يحلو لك و كل ما يخطر على بالك ..
و لا تخرج من هذه الدنيا قبل أن تجد نفسك و سبب وجودك ..
جميلٌ ما كتبتِ فرح ،
لكن تعليقاً على ما ختمتِ به :
غيّر و جرب كل ما يحلو لك و كل ما يخطر على بالك ..
قال الدكتور طارق سويدان وأنا أتفق معه / جرّب كل شيء إلا أمرين :
1. أي أمر فيه خطر أمني وصحي
2.أي أمر فيه مخالفة للدين والأخلاق
ويعطيكِ العافية 😀