لو شاء ربي أن يهبني حياة أخرى بعد الحياة ، سأحلم كثيرا .. سأمشي كثيرا و سأطمح كثيرا ..و سأعلم الشيوخ ان الحياة لا تنقضي بالشباب و أن الحياة كا زالت تنبض في قلوبهم ، فليس عليهم الاستسلام لبوار الجسد ! فإنما نحيا بنور أرواحنا لا أجسادنا .. و العشق و الحب باق فينا ما حيينا و يجدد فينا دورة الدم ! و لا ينقضي بانقضاء العمر و لا بظهور خطوط السن على جانب عيناك كلما ضحكت …
سأدع الكبار يضحكون و أقول لهم أنهم أجمل بخطوط السن ! و أن جمال ابتسامتهم ستلهينا عن هذا الخطوط .. و أن الأجنحة لم تكن للأطفال فقط .. و في روح كل منا طائر لن ينطلق إلا إن أطلقت العنان لنفسك و خلقت جناحين لروحك ..
سأنادي الفقراء لأقول لهم أن الأغنياء لا يعيشون إلا حياة بائسة كل ما يهمهم فيها الركض وراء أموال فانية زائلة .. حتى أينعت التعاسة في قلبوهم و عمى الجشع بصيرتهم ..
سأقول لكل مهجر و لكل لاجئ .. أن الوطن ليس بالحدود و لا بالأرض .. الوطن يكبر فينا إذا ما زرعناه يقينا بقلوبنا ..و نحن من نخلق له الحدود التي نريد في ذواتنا إذا ما أردنا وطنين ..
لو وهبت حياة أخرى .. لن أخجل أن أكون مجنونا ! .. و أن أركض في الشارع و أشم رائحة هواء لن أشمه بعد اليوم .. و أرى ألوان حياة لن أراها بعد اليوم ..
لو وهبت حياة أخرى لن أنام و لن أغفو خيفة أن أفقد النور .. لأني لن أراه بعدها ..
و سأعلم الأطفال أن يكونوا حلمهم هم .. لا حلم غيرهم .. و أن يسعوا خلفه ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا ! فلن نأخذ من هذه الدنيا إلا حلم و بضاعة من روح تكسرت بين ضربات الحياة .. و ساقول لهم أن الحجر لم يكن صامتا يوما .. دوما يتكلم .. و دوما ما نحمي به الوطن إذا ما بثثنا به روحنا و الإيمان ..
و حين يصدح الأذان الأول في مسمعي المولود الجديد .. سأصدح له بالحب مع الأذان .. لن يبكي حينها و لن يخرج من بطن أمه كما بؤسا يصرخ في وجه الحياة !
لو وهبت حياة أخرى لن أكف عن مساعدة كل من طلبها .. فإذا ما عشت لغيرك يضاف لعمرك ضعفي العمر ! .. و فرحت كما لو أن هبة الحب كانت لك لا لغيرك ..
لو وهبت حياة أخرى سأكون قويا .. لن أضعف و لن أستسلم .. فإذا ما استسلمت فكأني مت في الحياة ..
و إذا ما وهبت حياة أخرى .. سأتأمل السماء كل يوم .. و أكتب مذكراتي كل يوم .. و لكتبت وصيتي كل يوم و جددتها و أضفت لها !
لفعلت ما أفكر فيه فقط .. لن أفعل ما يمليه علي هراء البشر ..
لو وهبت حياة أخرى لضممت أمي بقوة و قبلتها كل يوم و طلبت منها الرضا كل يوم .. لربيت عصفورا يقطر في أذني ماء الحياة كل صباح .. و يدنو مني و يقترب ليقول لي ها أنت وهبت حياة جديدة فما أنت فاعل بها ؟
لو وهبت حياة فوق الحياة .. لما خفت أو خجلت أن أحب .. سأقف على صخرة لأقول لكل من أحبهم أنني أحبهم و أخشى بعدهم .. و لضممتهم بقوة ..
لو وهبت تلك الحياة .. لاعتذرت لكل من أخطات في حقه و قلت له سامحني لم أقصد خطأ ..و لكنني إنسان و بطبعي و الفطرة فأنا خطاء..
لو وهبت حياة أخرى .. لطلبت عفوا من الحياة الت تسبق الحياة لأنني ما كنت و لن أكون .. إلا إن أردت ..
فقط لو وهبت ..