نقوم ببذرِ خيرٍ يفوح من أرواحنا في كافّة الأرجاء ..
نُبعثِرُهُ كيفما شِئنا و أَينما دُرنا , فعَبَقُ الخير في نفسٍ أسيرة نفسها يرفُضُ غير التَّحليقِ في الأنحاء ..
تدور بذورُ الخير المُتَطايِرَةِ حولنا , تدور و تدور و تدور ..
تُلامسُ كُلما وقعت عليه العين من بقع التُّراب الهامدات حولها ..
تحاول عبثاً فرض جُذُورِها لتُطلق العنان لما يحملهُ رحمها نحو السَّماء ..
تريد ترك بشاراتٍ تُؤكد مُرورها من هنا ذات يوم ..
تريد نثر رحيقها الممزوج من صبر الجبال و عزة التاريخ كي تُحيي بقايا الروح في جسدٍ يمزِّقُهُ التَّرَدُّدُ و الضّياع لكي يرى شعاع النور , يخط سطراً في أُفقِ قريبٍ , بعيدِ بعيد ..
لم تدرُك الأرواح سرَّ الكوكبِ الهَزلِيِّ بعد ..
لم تُقنِع الذِّكرى دروس الوقت في نسمات نفسٍ حطّمتها ساعة الزَّمن المريرة في انتظار ولادة الخيرات من رحم البذور الهائمات بملح أرضٍ تُدمِنُ الإجهاض لكل ما تحمله أزهار القلوب الحائرات ..
لا ينبتُ الخيرُ المُعَمِّر في لهيب الوقت من بذر البذور الحاملات الخير في الأحشاء ..
لا ينبِتُ الخيرُ المُعمِّر من بواطِنِهِنَّ إلا عندما يلقى صفاءَ الأرضِ و طُهرها الممزوجُ بالخيرات و الإحسان منذ قديم الزَّمان …
بذرة خيرٍ تُلقى فرحاً في طيب الأرضِ و صفوتها تبني جنَّاتٍ من خُلُقٍ ترفعُ أوطاناً أوطان …