استيقظ صباحا على صوت ديك حيينا القوي وأسير على طريق حياتي كالعادة من عملي الى بيتي ومن بيتي الى عملي”لاجديد”
خلفي مخلوق قوي لا يهاب عيناه ينبعث منهما بريق من القوة والكبرياء , بدا لي ذلك المخلوق يضعف شيئا فشيئا , حاولت مساعدته لكن بلا جدوى اريد مساعدته فقد اصبح جزء لا يتجزء من حياتي اريد رؤيته كما سبق لا ادري ما باله! فبدا لي ضعيفا ثم جروحا يستقي دمائه رؤيته هكذا تعذبني .
ذهبت اليه مستجمعا شجاعتي
- اريد مساعدتك
- لا اريد ذلك , اغرب عن وجهي
- انت في حالة يرثى لها
- وهل يابه احد بذلك , هل يأبه احد لي ؟ اخبرني!
- انا يهمني امرك
- (متألما) انت من القلة اللذين دفعوني للعيش
- ما انت؟
- ما انا! , انا من تخلى الجميع عني عندما رأوا ضعفي , من تخلى ابنائي عني هربا من مواجهة نهاية ضعفي , لدي ابن واحد تمسك بي جعلني ارغب بالعيش لكنه بالنهاية فارق الحياة … يا لها من نهاية! اعاني مشكلة في رئتي واتنفس بصعوبة , رغم الالام المتلاحقة في جسدي سأجلس صامتا لحين تحسن الامور
- (غاضبا)وكيف تتحسن الامور وانت جالس تنتظر يوم موتك ولا تأبه ابدا!
- اعضاء جسدي تخلت عن بعضها البعض الا عضو او اثنين ما زالا متمسكين ببعضما البعض ولا تدرك اعضائي بأن هذا سيودي بحياة الجميع
- اعضاءك غير متعاونة , ما الترهات هذه! , ما الظهور الاخير لك وانت سليم معافى؟
- قرابة الاف عام
استمحيك عذرا , لكني لا اصدق ما تقول ضحك ساخرا متالما وذهب.
صوت ديك حيينا بدء يضعف ذاك الصوت الجهوري ضعف , ضعف بضعف وطني فوطني يعيش بحالة عدم اتزان على وشك السقوط, اصبحت استيقظ صباحا على صوت الاعيرة النارية والقنابل , ضقت ذرعا بحالنا.
تذكرت ذلك المخلوق ذهبت لتحدث معه, انظر اليه مندهشا لما حصل بيده لأنها نازفة نزف شديد
- دعني اساعدك
- لا تهتم لا يقارن هذا النزف بنزفي الداخلي!
خلعت وشاح رقبتي ولففته على يده, وما بنا الا نسمع صوت انفجار ترافق معه صراخ شديد .
صرخ المخلوق متألما ثم وقع اصبعين من اصابع يده ولم يلمسه احد!
قلت له فزعا: كيف فعلت هذا ؟
- (بصعوبة) فعلت ماذا؟
- اخبرني لم انت هنا؟ ولم تجرح دون ان يمسسك احدهم؟
- انا الوطن العربي
جريت مسرعا على طريقي المعتاد لكنني اخشى دوما النظر للخلف خوفا من رؤية اشلاء هذا المخلوق متناثرة!