على أكف الألم، تتملكنا حالة من اليأس، ونحن نرمق الحياة بنظرة الكره والبلاهة، نمشي وكأننا ،ً غريبون عن هذا المكان، لا شيء يعرفنا، ولا نعرف شيئا رغم أننا بينهم منذ سنين، نهترئ من ً الشوق، ونتجرد من الحكمة، ولا نج د في أرواحنا إلا صخبا….
أي ألم ذاك الذي ً يصنع في الروح ضجيجا ؟؟ ومن ذا الذي يحرق بقايا نبوءات الفرح بدواخلنا، ً ويصنع بدلا منها، ترانيم الحزن والأوجاع التي تحاصرنا من كل جهة فلا نجد أنفسنا إلا ونحن ً منصهرون في تفاصيلها القاسية؟؟ ومن منا لم يغرق يوما في تفاصيل وجعه حتى ذاب فيها كالشمع المنصهر؟؟…..
ً تسمع ً أصواتا غريبة، تتحرك في دواخلنا، نظنها التغاريد التي ترنو، ونظنها عبثا أنشودة الفرح، ولكننا في نهاية المطاف ندرك أن قلوبنا لم تعد تحتمل كل هذا الكذب، فأنفسنا تتألم وتعاني من أشد حالات الحزن والوجع….
سرقتنا الألآم من ليالينا الحالمة، وزرعتنا في صحرائها، فنبدو كالحادي الذي ضل عن الركب، وظل يغني وحده .ونبدو كالبئر الجاف الذي لا يستقي منه أحد وكحبة رمل ضفيرة أحرقتها أشعة الشمس ….
يا ضجيج الروح ً مهلا لناّ رفقا بنا، وبقلوبنا الصغيرة، فلا تحم فوق إرادتنا المهترئة، ولا تجزعنا بغربتنا، ولا وحدتنا، ولا صمتنا الطويل، ولا حتى ابتساماتنا المؤقتة، تلك التي نصنعها أمام الملأ، ً ونحن لا ندرك حجم الوجع الذي يتربع تحت ثغورنا الملتهبة ملحا من فيض الدموع التي أحرقت عيوننا وشفاهنا، وبررت حضورها بفرح كاذب….
أرواحنا لا تسكن ولا تنام ولا ترضى حتى بهدنة هدوء مؤقته، لكنها تضرخ ألما وحزنا، وتميل مع ، القلب لعزلة طويلة، وتجزع من الفرقة والحرقة، وتخاف من وحدتها وصمتها وصهيل حزنها الليلي ودوامات الشوق، ومحطات الانتظار وكل تلك الأوجاع التي لم تعد تستطيع تحملها … إلى متى سنبقى على هذه الحال لا تعرف إلا الألم والصمت ونتظاهر بالفرح أمام الملا مع أن بدواخلنا أطنان من الحزن ؟؟ إلى متى ستظل الحياة تكسر وتهدم عزائمنا وتمزق قلوبنا وترمينا إلى عوالم الصمت والعزلة ؟؟ …..
يا رب إنك أنت وحدك تعلم حقيقة ما نخفي فيا رحيم ارحمننا ويسر أمورنا ويا واسع وسع علينا وأبعد عنا الهم والحزن ويا نور السماوات والأرض أنر أيامنا بفرح نبكي من شدته فأنت الكريم القادر على كل شيء